المعارض لحكومة السوداني المحامي ازهر الاعرجي ||
سألت صديق كان يعمل في جهة اعلامية تابعة لاحد الاحزاب لفترة طويلة ومطلع على اغلب خفاياها سألته عن تفاصيل الجيوش الالكترونية واساليبها كوني احد الذين يعانون منها على مواقع الفيس بوك ومختلف برامج السوشل ميديا . ما ان انشر شيء سياسي الا وانهالوا علي بأفضع المفردات السوقية و(الفشار) والتهديد الخ .
فأجابني صديقي هؤلاء ابناء وبنات الشوارع والماجدات البعثيات يُستقطبون ويدفع لهم بسخاء لانهم عديمي الشرف. ولا يستطيع احد ان يجاريهم في السقوط الاخلاقي وبذاءة اللسان والاستعداد للخوض في احقر المستنقعات .
لكن يا صديقي يوجد صنف آخر خفي غير واضح للكثير نسميه في عالم الذباب الالكتروني (النباحين) هؤلاء موزعين ومتغلغلين في مواقع التواصل المختلفة وهم ايضا مدفوعي الثمن. ليس شرطا ان يكون المقابل اموال نقدية لهؤلاء الصنف لانهم في عالمنا الموازي ارقى من الصنف السابق . بل في اغلب الاحيان يكون المقابل مواقع ومراكز او حتى فقط وعود بها مع توفير حصانة لهم وتسهيل لمهامهم فتجدهم من الصنف الذي يحوز على مناقصات ومزايدات وعلى العقود الحكومية المختلفة مقابل خدماتهم الخفية ناهيك عن تعيينات ابنائهم واقاربهم وتقريبهم من السلطة وامتيازات اخرى لهؤلاء لا تعد .
هذا الصنف ما ان يمس صنمهم المعبود بنقد او توجيه سؤال بهدف الاستفسار او نشر معلومة سرعان ما يستنفرون للدفاع عن هُبلهم المعبود بشكل تعبوي وبأسلوب غير مباشر قد يظهر على انه حالة طبيعية لكثير من المتابعين .
اسلوبهم يختلف عن اسلوب الصنف الاول ( ابناء الشوارع ) يستخدمون التشكيك والتبرير المفرط وليس الرد المباشر المؤدب والمعزز بأثبات العكس ولا النقاش النخبوي المبني على علمية ورصانة .
يتهمون الاخر بمختلف التهم لاجل اسكاته وعدم الخوض في نقد آلهتهم الصنمية حتى يتقي شرهم ولا يتعرض لكلامهم السخيف ولهجماتهم الدنيئة وتجاوزاتهم اللا اخلاقية ولا يفكر ان يكررها مرة اخرى فتكون هذه المواقع خالية من كل نقد ومفرغة فقط للتلميع والتطبيل . يتهموه بأنه مثير للمشاكل او يتهموه بانه هو مدفوع الثمن وخلفه اجندات وغايات وليس هم اصحاب الاجندات الرخيصة .
اساليبهم وردودهم تكون مبطنة دوما او قد يضطروه للرد على تجاوزاتهم عندها سيتباكون و يمثلون دور المظلوم البريء المعتدى عليه . وعندما يفشل هذا الاسلوب يلتجأون الى اتهام الاخرين بشخصنة المواضيع والدوافع النفسية خلف ما يثار من انتقاد والتصويب للاخطاء والكوارث وسوء الاختيار وتصحيح الاخطاء التي لا يختلف عليها كل انسان منصف يحترم ادميته ولا يرتضي لنفسه ان يتحول الى ذبابة الكترونية.
يبدو ان كثير من هؤلاء انتقلوا من احضان السلطة السابقة الى احضان السلطة الجديدة
اطلب بكل مودة من المشرفين على مواقع وكروبات السوشل ميديا الانتباه الى مثل هؤلاء الحشرات ومعالجتهم ..
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha