خالد غانم الطائي ||
قال -تبارك اسمه-(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العلي العظيم
قطعا ان الشهداء هم فخرنا وعزنا فلولاهم ما رفعت لنا راية فقد ضحوا بأرواحهم في سبيل عزة بلدنا وشعبنا ومقدساتنا..والجود بالنفس اسمى غاية الجود؛،وقد سجل التاريخ أسماؤهم بحروف من نور وسيبقون في ذاكرة الأجيال القادمة. ..
ومنهم اسد مصفى بيجي انه الشهيد السعيد الفريق الركن (ضيف خليف عبد أيوب الطائي ) من محافظة بابل -قضاء المحاويل -حي الزهراء من مواليد 1962 متزوج وله ستة من الأولاد كنيته(ابو محمد )حصل على شهادة الماجستير في علوم الكيمياء من جامعة بغداد عام1984وعمل في سلك التدريس مدة يسيرة ..
بعدها التحق بمصنع الأبطال ..الكلية العسكرية في بغداد عام 1984 وتخرج في الدورة 74برتبة ملازم وبادر إلى خدمة الوطن وتدرج في رتبته حتى أصبح نقيبا ودخل كلية الأركان وتخرج برتبة رائد ركن وتسنم مناصب عديدة منها أمر الفوج الثاني- الفرقة الرابعة مشاة(الموصل ) وامر الفوج الثاني لواء الحدود /17المثنى ومدير ادارة لواء 36 /جبال مكحول ،وآمر سرية الاستطلاع(قيادة قوات نبوخذ نصر )،وآمر كتيبة كيمياوي/بغداد،آمر لواء الذئب70وترقى إلى رتبة عقيد ركن في عام 2003 ...
واستأنف بتفان خدمته للوطن بعد عام 2003وكان تسلسله ضمن تشكيلة وزارة الدفاع الجديدة(برقم 13 )وعمل في الوزارة وشكل مع أقرانه الضباط القياديين لواء المثنى وشغل منصب أمر الفوج الثاني في الفرقة السادسة في الفلوجة (معسكر طارق )
،وشارك في معارك الفلوجة ضد الزمر الإرهابية من سنة2004 حتى سنة 2006 ثم نقل الفوج إلى قضاء أبي غريب في بغداد وخاض كثيرا من المعارك في الفلوجة والكرمة والعويسات وحي الرسالة وخان ضاري. .وتسنم منصب معاون آمر لواء(24 )في بغداد في الكاظمية وقاد وخطط للعديد من العمليات العسكرية الناجحة والخاطفة. .
ايضا فقد رسم خطة حمايةالزيارة المليونية للامام الكاظم(عليه السلام )..بعدها شغل منصب رئيس اركان الفرقة الحادية عشرة ،وساهم بشكل فعال بتشكيل لواء (45 )الفرقة الحادية عشر ثم تسنم منصب أمر المقر التعبوي في الانبار(القائم ) وتقلب في المناصب حتى أصبح رئيس اركان قيادة عمليات الجزيرة والبادية. ..
وبعدها آمر المقر المسيطر في مصفى بيجي(في محافظة صلاح الدين )وهذا المنصب حساس ومهم جدا فالترشيح له من قبل مكتب القائد العام للقوات المسلحة وبتزكية من المتولي الشرعي للعتبه العباسية المطهرة(السيد أحمد الصافي ) ..ومع توفير الحماية للمصفى فقد تم قطع الطريق على مهربي الوقود ،ويعد هذا المصفى هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط عموما اذ تقارب مساحته (45 كيلو متر مربع )وقد تعرض المصفى لأكثر من (396 )تعرضا داعشيا باء بالفشل والاندحار..
وكان ل(اسد المصفى )دور واضح واثر بالغ في بث روح الحماسة والتضحية واستنهاض الهمم اذ كان في مقدمة صفوف المقاتلين دوما....
كان الفريق الركن(ضيف الطائي )متواضعا وشجاعا وكريما وبارا بوالديه (وخصوصا بوالده الذي كان من ذوي الاحتياجات الخاصة ) ومعينا للفقراء والمحتاجين ومتكفلا للأيتام برواتب شهرية يدفعها من(حسابه الخاص )وكذلك بعض العوائل المتعففة (وما زالت تلك الرواتب جارية إلى الان )..ايضا فقد قام ببناء دار لإحدى العوائل( على نفقته) ،وكان ذو التزام ديني وخلقي رائع ..تاليا للقرآن ومواضبا على صلاة الليل وشغوفا بالصيام اذ كان يصوم(شهر رجب وشعبان ورمضان )ومؤديا للحقوق الشرعية وكان يعقد في منزله الكثير من المجالس الحسينية ..
ايضا فأنه اسس موكبا لخدمة الزوار وجهزه باللازم في محافظة بابل منطقة المهناوية للمعزين بذكرى استشهاد الامام الحسن المجتبى(عليه السلام ) علاوة على ذلك فقد اشترى ارضا وأنشأ عليها موكبا حسينيا لخدمة زوار سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام )في ذكرى اربعينيته على طريق (طويريج -كربلاء )مع توفير كافة المستلزمات من المواد الغذائية ووسائل خدمة الزوار مع شراءه (تنكر ماء) وتخصيصه لخدمة الزوار بتوفير الماء لهم. .وكان يخدم الزوار بنفسه ويستضيفهم في منزله ويحرص على توقيت إجازته الدورية للخدمة في المواكب الحسينية لزوار الاربعينية والزيارة الشعبانية....
وفي اخر تعرض على مصفى بيجي ومن أربعة جهات وبهجوم شرس جدا معززا بالعجلات والجرافات المفخخة الكثيرة ولمدة (24)ساعة فسقطت بعض أبراج المراقبة فأنبرى (اسد مصفى بيجي ) بنفسه وكان في المقدمة وتمت استعادة (ثمانية ابراج مراقبة) من أيدي الأوباش الدواعش
وفي عملية تحرير البرج التاسع في يوم 13-4-2015وفي مواجهته وجها لوجه تكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات ..
وأثناء الاشتباك اصيب (اسدنا )برصاصة(بي كي سي)في عينه اليسرى وثلاثة اخريات في جنبه الأيمن وتهشمت ساقه اليسرى من الركبة وحتى القدم بالكامل من كثرة الرصاصات (اكثر من عشرة رصاصات )وفاضت روحه واستشهد جميع أفراد حمايته الشخصية (12 جندي )وبقي في العراء لمدة ثمانية أيام حتى تحقق النصر على الدواعش وتم سحقهم وابادتهم بالكامل..
وبعدها تم إخلاء أجساد الشهداء ومنهم الفريق الركن ضيف الطائي وتم تشييعه في وزارة الدفاع بحضور رئيس وزراء العراق ووزير الدفاع وكبار القادة العسكريين..وبعدها شيع الفقيد البطل في محافظة بابل في ناحية سدة الهنديةفي منطقة المهناوية تشييعا لا مثيل له لكثرة الشخصيات العسكرية والدينية والعشائرية وجمع غفير جدا من محبي الفقيد واقرباءه ..ودفن بجوار مولاه بطل الاسلام الهمام الامام علي(عليه السلام ).
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha