علاء فاضل ||
اعتدنا ان تمارس الكتل الشيعية الكبرى عملها السياسي منذ انطلاق العملية السياسية في عراق ما بعد 2003، انطلاقا من مبدأ ام الولد، رغبة منها في ادامة حركة عجلاتها دون اشعار المكونات الشريكة بغلبة الأغلبية التي قد تؤدي في لحظة ما الى انفراد او استئثار، وقد اعاب كثير من المحللين والمهتمين بالشأن السياسي على هذه الكتل ذهابها بعيد في السير على هذا المبدأ الا اننا نقولها للحق وللتاريخ اثبتت هذه السياسة جدواها واستقامت الأوضاع السياسية على الشكل التي هي عليه الان والاهم هو ان الجميع ادرك واقر أن العملية السياسية في العراق الجديد قائمة على الديمقراطية ويجب احترام مخرجاتها، وهو انجاز ليس بالهين.
اذا كانت الكتل السياسية الشيعية (الاطار التنسيقي) قد قبلت التعاطي وفقا لمبدأ ام الولد الذي عملت وفقه مع الفرقاء السياسيين من الكتل الأخرى فالاولى بهذه الكتل ان تتعامل وفقه فيما بينها لعدة أسباب، منها:
* ـ انها لم تشكل الاطار التنسيقي بقرار مرتجل، بل نتيجة لدراسة الأوضاع التاريخية والسياسية التي افضت الى ان اجتماع الكلمة كفيل بمنحا مزيد من القوة والتاثير
* ـ ان التكتل في اطار واحد جامع يحول دون تمحور الكتل الأخرى في بوتقة واحدة ربما ستمتلك القوة التي تسلب قوة هذا الكيان وبالتالي حرمانه من حق رسم الخطط وطرح المشاريع التي من شأنها النهوض بالبلاد وتقديم الخدمات لابنائها، وهذا يعني سلب القدرة من الكيانات التي ربما تعمل على إعادة عجلة التاريخ وارجاع المعادلات السابقة، وهو خطر حقيقي في ظل النشاط الذي تشهده الساحة الإعلامية لفلول البعث الصدامي المقبور وبعض العناوين الداعمة والمساندة له.
* ـ إبقاء البلاد تراوح في مكانها، وستستغل الأطراف المناوئة للعلمية السياسية ذلك لترسيخ الفكرة التي كثيرا ما روجوا لها من ان الشيعة ليسوا اهلا للحكم.
* ـ ان تنازل مكونات الاطار بعضها للبعض الاخر سيؤدي الى مزيد من تماسكه، وسيرمم العلاقة بين هذه المكونات وبين جماهيرها لان ذلك سيرسل رسالة مفادها ان التغالب ليس قائما على كسب المغانم لصالح جهة حزبية او تيارية وانما لدرء المكاره عن المكون وجلب المكاسب له وللعراق وهو من اهم الأمور التي تحتاجها مكونات الاطار.
* ـ ترسيخ فكرة ان المصلحة ستتحقق بالتمثيل لا بضرورة مساهمة ومشاركة كل مكوناته، وهذا يعني ان على قادة الاطار وضع استراتيجية عمل ورسم الخطط النهضوية للبلاد وتخويل الحكومة لتنفيذ الخطط الاستراتيجية مع تقديم كامل الدعم لها بوصفها ممثلة للمكون لا لجهة سياسية بعينها.
* ـ ادراك ان التاريخ لا يرحم وسيسجل كل صغيرة وكبيرة خاصة ما يتعلق بحقوق المكون الأكبر الذي طالما عانى من الاقصاء والتهميش والظلم والتقتيل على الهوية سواء في ظل النظام الصدامي البائد او على ايدي اذنابه من البعثيين والتكفيريين، وادراك ان تحويل التنافس من بابه الصحيح الذي يؤدي الى رخاء الوطن الى تنافس على المغانم والمكاسب يمثل مجازفة بهذا المكون ككل وليس فقط مجازفة بتاريخ هذا الكيان السياسي او ذاك.
على الاطار ان يتذكر دائما المخاضات العسيرة التي مرت بها العملية السياسية والتي لم يتم تجاوزها الا بفضل المرجعية الدينية العليا وبوقوف الجماهير التي لم تخذله لذلك فان مسؤوليته كبيرة امام المرجعية والجماهير.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha