الاعلامي صبيح المرياني ||
لم تأتِ حالة الاستقرار النفسي التي يعيشها أغلب أفراد المجتمع العراقي هذه الايام من فراغ ، بل هي وليدة تجارب صعبة مرت على بلدنا الحبيب ، وعلى الرغم من أن هذا الاستقرار النسبي ليس بمستوى الطموح إلا أنه على أقل التقديرات ولَّدَ ارتياحا نفسياً كان اغلبُنا يتوق إليه ، خصوصا بعد الأحداث التي رافقت فترة حكومة السيد عادل عبد المهدي ، وكيف أصبحت الحياة خلالها معطلة في اغلب مناطق جنوب العراق ووسطه ، بل كانت ساحة للصراعات وعدم الاستقرار الامني ، وما تلى تلك الفترة من سلوكيات لحكومة الكاظمي ذات الصبغة الفيسبوكية والتي مازلنا نحصي نقاط خيبتها لحد الان ، اليوم وبعد تولي المهندس محمد شياع السوداني دفة الحكم في البلاد رافعا شعار البناء والخدمات ، فهو يحتاج المساندة الوطنية الحقيقية من الجميع ، بدءأً من فريقه الوزاري الذي يجب أن تكون همته ودافعيته نحو الانجاز بمستوى الهمة والدافعية التي يتحرك هو بها ، وليس انتهاءً بمكونات الاطار الاستراتيجي الداعم لهذه الحكومة ، والذي تقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة تجاه جمهوره الذي سانده مساندة حقيقة يستحق عليها أن يضحي قادة الإطار بكل ما يمتلكون من أجل هذا الجمهور ، فلابد أن يرتقي التفكير الحزبي لمكونات الاطار الى مستوى أكبر من دائرة الحزب أو الحركة الى دائرة الاطار ككل ، ليشكلوا كتلة واحدة عليها من المسؤوليات ما يحتم على قادة الإطار الوقوف مع السيد السوداني وتعزيز النجاحات التي حققها في الفترة القليلة الماضية من حكومته.
وعلى الجميع الاعتبار من التأريخ ومقارنة الوضع الحالي للبلاد مع الوضع في السنوات السابقة ، والابتعاد عن الخلافات الداخلية التي يمكن أن تستثمر من أعداء العراق ، والعمل بسياسة الاحتواء ، فكل عراقي ، أياً كانت ميوله واتجاهاته ، له الحق في العيش بكرامة وسلام ما دام يؤمن بالتعايش السلمي واحترام الآخر.
الفرصة مازالت متاحة أمام تحقيق ما لم يتم تحقيقه منذ عام 2003 ولحد الان ، والجمهور اصبح اكثر وعيا ونضجا من السابق ، واصبح قادرا على اتخاذ القرار في توجيه البوصلة باتجاه من يحقق له أحلامه وطموحاته ، وإبعادها عن من يعود به الى دائرة التيَه التي لا يريد الوقوع بها مرة أخرى.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha