الكاتب الحقوقي علي الفارس ||
العلم هو واحد من أهم العناصر التي يعيش الإنسان لأجلها في الحياة، فالإنسان يعيش حياته من أجل التعلم والحصول على العلم النافع وإفادة البشر والمجتمع به، وكلما حصل الإنسان على العلم كلما زادت مهارات التواصل الخاصة به، وكلما زادت قدرته في التعامل مع العالم الخارجي، ومعرفة كل حقوقه وواجباته
العلم والتعليم قادران على إنتاج مجتمع صالح وسليم، وأفراد ذوي أخلاق وتربية جيدة، فكلما تعلم الفرد، وكلما رادات عدد المعلومات الخاصة به، وزاد تحصيله للعلم في الحياة كلما كان ذا خلق راق وسامي.
وهذا تأثير العلم على الفرد، فهو يعتبر شيء لا إرادياً يغير من التفكير العقلي، وطرق التعامل والتصدي للمشاكل والتحلي بالعديد من الصفات الحسنة والأخلاق الجيدة.
كما أن الفرد الحاصل على العلم النافع قادر على تربية أجيال سوية وعلى خلق جيد ويتحلون بالصفات الحسنة التي حث عليها الإسلام، ومن قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم”كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ” (
وكان أول ما نزل من آيات القرآن الكريم هيا آيات تخص القرأة والعلم، وهذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى يحث الإنسان على الحصول على العلم النافع، وكان جبريل عليه السلام هو من يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال الله تعالى “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”.
يعطي العلم صاحبه شخصية مختلفة تتميز بالجرأة والقوة والتعمق، بالإضافة على تنمية المهارات الخاصة به في الفهم وترجمة المواضيع إلى الأساليب العلمية والعديد من المهارات الأخرى.
يساعد العلم صاحبه على اتخاذ القرارات الصحيحة، والتعلم من الأخطاء وعدم الوقوع فيها مرة أخرى، بالإضافة إلى فهم الحياة بشكل أعمق وأكثر وضوحًا، لذلك تختلف قدرات وصفات كل في شخص في الحياة باختلاف مقدار العلم الحاصل عليه.
على الرغم من ذلك، فإن طرق التعليم التقليدية القديمة هي من طرق العلم المجدية، واستخدام وسائل التعليم القديمة مثل الصف الدراسي وشرح المعلم بشكل مباشر في الفصل، والمناقشات والحوارات التي تدور بين الطلاب والمعلم في الفصل والتي تضم الأسئلة والاستفسارات، ويساعد ذلك على الاستفادة الكبيرة التي يتلقاها الطالب من العلم.
وبعد أن أصبحت وسائل التعليم التكنولوجي هي الوسائل المسيطرة في طرق التعلم، أصبح الحصول على العلم من أسهل الأمور، لأن الإنترنت هو الوسيلة الأسرع للحصول على المعلومات المرادة والمطلوبة، والحصول على معلومات أخرى متعددة في شتى المجالات في الحياة تزيد من المعرفة العلمية لدى الطالب، وكل ذلك من خلال الضغط على بعض الأزرار لا يشترط مكان معين أو وقت محدد للحصول على المعلومات من خلال الإنترنت.
وتلعب وسائل الإعلام المختلفة دوراً مهماً وكبيراً في تعليم العلوم المختلفة في المجالات المتعددة، ومن خلال تلك الوسائل يتم النشر العلم والتعلم بأنواع وأشكال مختلفة ومتنوعة، ويتم ذلك عن طريق بعض البرامج الوثائقية والترفيهية والتعليمية والتثقيفية المتنوعة فلكل منها دوره المهم والكبير في توصيل المعلومات للمشاهد وزيادة الثقافة والوعي والمعرفة عند المشاهدين بالإضافة إلى الاطلاع على العديد من الأمور وإدراكها وفهمها جيدًا، والحصول على أفكار مبتكرة ومتنوعة من تجارب الآخرين وبالتالي تساعد في النمو العقلي والفكري.
وقد حث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تلقي العلم وأكد على قيمة ومكانة المعلمين والمتعلمين العالية، ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه والة وسلم “من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرُقِ الجنَّةِ ، وإنَّ الملائكةَ لَتضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ رضًا بما يصنع ، وإنَّ العالمَ لَيستغفرُ له مَن في السمواتِ ، ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ ، لم يُوَرِّثوا دينارًا ، ولا درهمًا ، إنما وَرّثوا العلمَ ، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ”. ومهما كانت طريقة التعليم التي يتلقاها المتعلم، فهي تعود عليه بفائدة وأهمية كبيرة، فالعلم نور وله أثر عظيم في نفوس وعقول الآخرين، ويساعد في ارتقاء المجتمع والتقدم به، وكلما كان الفرد يمتلك المعلومات والمعرفة في العديد من مجالات الحياة كلما ارتقى بمكانته في المجتمع.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha