كوثر العزاوي ||
إن تأكيد الإسلام على ستر المرأة وعفافها دليل على أنه يريد لها أن تكون حاضِرة و مشارِكة في إدارة المجتمع و ليس عزلتها عنه،
{ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} الاحزاب ٥٩
فيكون الحجاب علامة على عفاف المرأة وأحترامها وعزتها، وبالتالي
تفرض نفسها واحترامها على الرجال فتحمي نفسها من أذى الطائشين،
أما الحجاب واللباس الشرعي هما أمران أساسيان في مظهر المرأة الخارجي إذ يدلّان أيضًا على صفائها الداخلي ومعرفتها بدينها وطاعتها لأوامر ربها "عزوجل"فأذا اقتضت الضرورة نزولها إلى ساحة الحياة،
فلايوجد هناك أجمل للمرأة من الحياء والعفة، بل جمالها في حيائها، وكلما زادت المرأة معرفةً بقيمتها عند الله سبحانه وتعالى والدور الذي أُنيط بها، زاد حياؤها والتزامها بما يَرضى به خالقها الذي أكرمها أي كرامة وحباها بالشرف والوقار، والجدير بالذكر، لافرق هناك بين الرجل والمرأة في وجوب رعاية العفة والحياء، فكلاهما مكلَّف بصيانة التكاليف الإلهية المنوطة بها من حيث الاحتشام والرزانة فذلك يلزِمُ الإنسان ذكرا وأنثى سواءٌ اقتنع بها أم لم يقتنع، فضلا عن عن أهمية الحفاظ على الدور الذي يضطلع به المكلف في زمن الغيبة، ويشترك فيه الجميع بشتى اصنافهم وحسب قدرتهم، وكل التكاليف التي ثبتت على الرجال في عصر الغيبة كالارتباط الروحي مع الإمام"ارواحنا فداه"والتمهيد والسعي للظهور، وإنتظار الفرج والعمل عليه وغير ذلك، فجميعه يثبت للمرأة أيضا بلا خلاف، فأنها ستكون حاضرة في نصرة إمام زمانها وفي جبهته ، إذ دلّت الروايات المعتبرة بأنّ في أنصار الامام المهدي"عجل الله فرجه" خمسون أمرأة من صفوة النساء المؤمنات المجاهدات الواعيات البصيرات، ووظيفتهن وفق مايَرى الامام بأبي وامي، وسوف تؤدي الدور الريادي بأقسامه المتعددة والمناسِبة لها ،فهنيئًا لمن عرفت إمامها وأعدَّت نفسها لنصرته وخدْمَتهِ والتمهيد لمشروعه الإلهيّ المنتَظَر لتكون من جيش الامام الموعود"ارواحنا فداه" فكوني إمرأة مهدوية كما الظن بها، أمراة ربطت ذاتها بإمام زمانها فرسمت أهدافها بكل إخلاص وحسبت الوقت بكل دقة، وسارت في طريق الانتظار ببصيرة وقوة ويقظة، فلا تبالي بالمحن وكثرتها ولابالآلام وحجمها، ولاهانت عزيمتها ولاضعُفَت همَّتها، لأنها جعلَت إمام زمانها نصب عينيها ومحور حركتها فأصبحت في بيتها أمرأة فاعلة حكيمة، وفي الخارج نبراسًا لكل بنات جنسها، تخاطب النساء بلغة عصرها وبعذوبة سماحة دينها، وتتعامل مع الواقع بقوة العقيدة وصلابتها كإنسانة لا مجرّد أنثى تستميل الناظرين ببهارج مظهرها، وبذلك تتميز المرأة المهدوية عن غيرها كونها ركنًا أصيلًا محوريا لإقامة مجتمع إيماني مهدويّ باختيارها وفق عقيدتها وإيمانها بما وعد الله عباده وهو القائل"عزوجل"
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ..}آل عمران١٩٥
٢٠-شوال١٤٤٤هج
١٠-ايار٢٠٢٣م