الكاتب المحلل السياسي سعد الزبيدي ||
يجتمع القادة العرب في المملكة العربية السعودية في قمتهم الثانية والثلاثين وهي قمم اعتاد فيها الزعماء العرب المختلفين في الرؤى والولاءات والاتجاهات الابتسام للكاميرات مرة والسباة أمامها مرات ليبدون وكأنهم أخوة منسجمين ولكن حقيقة الأمر أن معظم هؤلاء القادة لا يثق أحدهم بالآخر بل ويتمنى لهم الشر ولا يتمنى لهم الخير بل وبعضهم يتمنى أن يكون جزءا من الاتحاد الأوربي أو من النمور السبع. القمة العربية على مدار السنوات السابقة اثبتت انها تعمل ضد العرب فهؤلاء واسلافهم هم من فرط بفلسطين وتآمر مع أمريكا لاحتلال العراق وحرم سوريا من عضويتها واقصاها بعيدا وتآمر عليها وعلى العراق لينهوا وجود أقدم الدول حضارة ومازالوا يغضون ابصارهم عن جرائم الابادة ضد اليمن ويستغشون ثيابهم ويضعون أصابعهم في أذانهم كي لا يسمعون أنين الجياع والمشردين من اطفال اليمن. واصحاب السعادة من الملوك الأمراء سيتشدقون بحب العروبة والعرب وقد اثبتوا ذلك عندما امتنعوا عن مد يد العون للشعب اللبناني الذي يعاني الأمرين منذ سنين.
أليس هؤلاء هم الذين تناسوا القدس واعترفوا بالكيان الصهيوني علنا وسرا وأقاموا علاقات رسمية مع الكيان المحتل بل وراحوا يدخلون معه في اتفاقيات أمنية واقتصادية وفتحوا عواصمهم للكيان المحتل وتفاخروا بعلاقاتهم الآثمة معه. تأتي القمة والمنطقة تمر بأسوء حالاتها فما زال الكيان الصهيوني يقصف الابرياء من الشعب الفلسطيني بمباركة من بعض هؤلاء القادة كل يوم ليلجم ثورة شعب أبى ان يتنازل عن حقه عندما تركه اخوته طعاما للنار وها هو الشعب السوداني يكتوي بنار العسكر ليزداد فقرا وجوعا وجهلا وتخلفا ويموت في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل وتركيا واثيوبيا يضربان كل المواثيق الدولية عرض الحائط ويمعنان في تعطيش سوريا العراق وسودان ومصر ومازالت الخلافات تتعمق ما بين المغرب والجزائر ومازال السوريون مثقلين بالجراح يحاولون أن يبنوا ما هدمه الأشرار متأهبين ومستعدين كأخوانهم العراقيين لمواجهة التحدي الداعشي ولكل الخارجين عن القانون وهاهو الشعب اللبناني يفقد الأمل باخوته الذين تركوه ساعة العسرة إلا القليل منهم والشعوب العربية منذ عقود محلك سر بل وترجع للوراء بسبب غباء الحكام الذين أصيبوا بأنانية مفرطة وهم لا يجيدون من الحكم والحكمة شيئا والشعوب العربيك تعاني من فساد الحكام وغياب الحرية والعدالة والمساواة. هؤلاء الحكام يجتمعون غدا وقد عادت سوريا لمقعدها بعد أن تآمروا عليها بعض الحكام العرب ودعموا كل الحركات المتطرفة ضد نظام قررت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني تقسيمه خدمة لمصالحها من أجل تركيعه ولكنهم فشلوا للحمة الشعب مع قيادته ووقوفهم بوجه المتآمرين والخونة. سيجتمع القادة ليتناولوا الملفات السياسية حيث ستكون اوضاع السودان محط اهتمام القادة الذين سيكتفون بالدعوة لوقف اطلاق النار والدعوة للحوار في العلن بينما ستستمر بعض الانطمة بدعم هذا الطرف أو ذاك انطلاقا من مصالحها و سيباركوا عودة سوريا لمقعدها وسيتم مناقشة الملفات الاقتصادية والأمنية كما سيتاقشوا تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الدول العربية ومدى تأثيرها السياسي والاقتصادي على المنطقة كما سيناقشون الملف الأمني وكيفية توحيد الجهود لمحاربة الحركات الدينية المتطرفة التي ساهمت مخابرات دول من المجتمعين في ايجادها ودعمها معنويا وماديا ولوجستيا بفتوى تكفيربة واموال واسلحة وقوى بشرية كما سيكون ملف المياه حاضرا ويتم مناقشة سبل الضغط على تركيا واثيوبيا من أجل احترام مواثيق الدول المتشاطئة وحقوق دول المنبع والمصب.
مايميز هذه القمة أنه ربما ستطرح السعودية آلية جديدة للدعوة للوسطية في العلاقات مابين العرب والقوتين الكبيرتين امريكا والصين وستحاول أن تكون عرابا لتطوير العلاقات مع الصين لشعورها بأن الصين أصبحت القطب الثاني الذي سيواجه الولايات المتحدة الامريكية ولتكون منطلقا لتلك العلاقة والفوز بأكبر الاستثمارات الصينية في المملكة أو التنسيق من خلالها مع دول المنطقة. ستنتهي القمة كباقي القمم السابقة باصدار بيانات نبارك ونؤيد ونستنكر ونشجب ولن تكون لمقررات القمةأي تطبيق على أرض الواقع.
وكل قمة وشعوبنا تعاني من ظلم القادة وفقر وجهل وتخلف ونقص في الخدمات.
https://telegram.me/buratha