جمعة العطواني ||
مركز افق للدراسات والتحليل السياسي
الجمعة ١٩/ ٥/ ٢٠٢٣
كما هو متوقع فان اغلب رؤساء الدول العربية كانت كلماتهم ( بروتوكولية ) وتعابيرهم مكررة، لا تلامس القلب ولا تشخص الخلل ، ولم تعط علاجا له.
لكن ما يميز هذه القمة حضور الرئيس السوري بشار الاسد بشخصه بعد غياب (١٢) عاما عن جامعة الدول العربية .
كذلك ما يميز هذه القمة هي كلمة الاسد الاستثنائية، في اقتضاب كلماتها وعمق معانيها ، وتشخيص التحدي البنيوي الذي يهدد المجتمع العربي، فضلا عن انتماء الانظمة العربية .
فلاول مرة نجد زعيما عربيا( ليبراليا) يحذر من الليبرالية الجديدة التي تهدد قيم المجتمعات وثوابتها، فقد حذر الاسد من القيم ( الليبرالية ) التي يريد الغرب ترسيخها في مجتمعاتنا والمتمثلة بمجموعة من قيم التحلل والانحطاط ومسخ الهوية الاسلامية والعربية ، وهذا التشخيص لم يصدر من اي رئيس عربي سابق او حالي وربما مستقبلي.
فعندما يتحدث رئيس ليبرالي( غير اسلامي) عن خطورة الليبرالية ( الجديدة ) فهذا يعني ان خطر الليبرالية ( الجديدة ) قد مُسِخَت من اصولها القديمة وانسانيتها المزعومة الى حد ان دعاة الليبرالية يحذرون منها.
الاستثناء الاخر في كلمة الاسد هو مصطلح ( عروبة الانتماء) و ( عروبة الحضن ) وهذه من مستحدثات الاسد في هذه القمة. وهي رسالة بليغة ببلاغة الانتصار الذي تحقق في سوريا .
كان البعض يتصور ان الاسد ( سيجامل) او ( يداهن) او ( يداري ) الانظمة العربية، على اعتبار انها قبلت بعودة سوريا الى الحضن العربي ، لكن ومن خلال كلمة الاسد فانه اوصل الرسالة الى تلك الانظمة ان ( العروبة ) انتماء وليس ( حضن)، فالحضن قد يضم ( الاغيار) بينما( الانتماء) مثل النسب لا يضم ( الاغيار)، وان ابعاد سوريا خلال السنوات الماضية من ( الحضن العربي) لا يعني ابعاد سوريا من( انتمائها)، بل ان بعض دعاة ( الحضن ) لم ينتموا الى العروبة، كونهم ليسوا عربا من الاساس، بل ان الظروف الجغرافية والهجرة التاريخية حتمت وجودهم في المنطقة العربية فضمهم( الحضن) ولم يضمهم ( الانتما).
ان ثبات سوريا والعراق واليمن ولبنان وفلسطين على قيمهم وثوابتهم السياسية والعقائدية، في مقابل (تقلب) بعض الانظمة الخليجية والعربية في مواقفها وانتماءاتها السياسية تؤكد من هو العربي( المنتمي) ومن هو العربي الذي يتخذ من العروبة ( حضنا).
كم وقفت كثيرا عند هذه الكلمات البليغة والمختصرة والمعبرة في كلمات
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha