لمى يعرب محمد ||
هناك مابين الأرض والسماء، يمتد سلم يختلف في نوعه وحجمه ولونه وعدد درجاته، يطول لآلاف السنين، يجتازه الإنسان، بذنب أو دونه، يبحث عن أقرب فرصة يصل فيها إلى السُلَّمة الأخيرة.
يكنز، يجمع، يتسلط، يملي فراغه الداخلي بأشياء تجعله موجودا داخل نفسه، مفقودا بين الآخرين، الأمر سيّان في انعدام الرؤية الصحيحة عند محل العبور والمرور، مابين الإنسان والحيوان، فلا نفس تشبع ولا عين تقنع، جنون الحيازة، وهشاشة النفس، بلاء سيطر على لب العقول.
أما بقية القصة..
بدأ الطفل المتشرد في ذاته، يبحث عن هوامش الفرح، في كل كتاب درسه بالمدرسة، يتسلق المراحل الدراسية بتفوق، ويجتازها بسهولة، يصعد سلم النجاح العلمي والاجتماعي، ويهبط في سلم الرقي الإنساني، لا يبالي إن كان هناك فاصل لعله وهمي معنوي ما بين السُلّمين.
اعتَقَدَ انه استوعبَ مجالات الحياة، وفهمها جيدا، تعلم كثيرا من كتبه، يكبره من يراه على انه لم يكن إنسانا عاديا، فلا يصلح إلا أن يكون ذو شأن عظيم، مسك بيده مفاتيح النجاح، اندفعَ إلى الأمام بقوة، فوجد في الحياة أبوابا عديدة، هرول نحوها، وغاص في مغرياتها، وتجاهل ما كُتِبَ عليها..
كان الباب الأول: عقلك هو الشيء المهم الذي يجعلك في مصاف كبار العلماء، أما طموحك المشروع فهو سر من أسرار نجاحك.
أما الباب الثاني مكتوب عليه: لم يكن نجاحك مرتبطا يوما بمدى سعيك نحو رفاهية حياة لن تدركها أبدا، حطام مؤلفاتك لك، وتجارتك مع كتبك زبدا.
والباب الثالث : اختبر المتعلم مدة في أخلاقه، إن وجدت فيه خلقا رديئا امنعه من العلم، فانه يستعين بالعلم مع رداءة نفسه فيصبح العلم آلة شر في يده.
يقول الحكماء:"زيادة العلم في الرجل السوء كزيادة الماء في أصول الحنظل، كلما ازداد ريا ازداد مرارة، وهذا كله صحيح ومجرب".
تصرفات تبنى بالكثير.. وحياتنا مليئة بالعبر!!..
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha