أ د جهاد كاظم العكيلي ||
منذ الطفولة تعلمنا من طريق مدارسنا ومناهجها وكبارنا واحزابنا، امريكا تقتل الشعوب وتحتل الاوطان وتدمر كل شيء لبقائها وهيمنتها على العالم... وتعلمنا الشعارات المختلفة مع عذوبة موسيقى الكلمات، نرددها.. تحيا بلداننا وتسقط امريكا... ، وحكامنا يبعثون فينا الامل في خطابتهم الرنانة عبر منابرهم المتعددة،... وبَقينا نحرق اعلام امريكا ونشعلها بوابل من كلمات
القذف حتي جفت حناجرنا نحن العراقيين، دون ان يحدث شيء لامريكا... وكبرنا وامتدت شعوبنا على اكبر مساحة من ارضنا، وحُلمها عالق في الاذهان ان تسقط امريكا، لانها السبب في تخلف الشعوب وجوعهم وتشردهم وضياع ثرواتهم وموت اطفالهم.. وتعلمنا كثيرا من جرائم امريكا في شتى بقاع العالم وعدم احترامها للقانون وحقوق الشعوب المنصوصة عليها في دساتير الامم وحقها في تقرير مصيرها، كان العراق اكثر شعوب العالم بالمطالبة ان تكف امريكا من عدوانيتها على الدول الضعيفة، واكثر الدول في مشاريعها التحررية بارسال المعونات ومنح الاموال واستقبال الاحرار... وثرواتنا مبددة لان امريكا عدوة الشعوب.. واليوم وبعد مضي عشرين عاما، منذ ان احتلت العراق وبمباركة مجلس الامن، بعد ان حاصرته بالجوع وحرمانه من الغذاء والدواء واحرقت على رؤوسنا كل شيء ودمرت مؤسساتنا وبثت فينا الفرقة واصبحنا قبائلا واقوامنا تتناحر بعضها ضد بعض وحقوقنا مهدورة والعالم يصرخ عبر منظماتها الدولية بعدم شرعية الغزو والتدخل السافر في العراق. فسكتنا فجأة...وبعدم المطالبة... بينما اثار الجرائم واضحة للعيان والادلة الثبوتية امام اعيننا، ودمائنا لم تجف وقبور شهدائنا علاماتها شاخصة، واثار الاغتصاب والقتل واضحة، والامراض التي خلفتها الاسلحة المحرمة مطبوعة على اجساد مرضانا ونستنشق هواءها كل يوم، لم يبق لنا شيء يبعث فينا الامل... على الرغم من كل هذا الدمار كثر سكوتنا ... وبدانا باستقبال مبعوثيها بكل كلمات الترحاب ونستقبل المعونات ونسترشد باقولها ونصائحها، وابناءنا يتطافرون عبر بوابات الامم المتحدة المنتشرة في دول الجوار طلبا للجوء الى امريكا... بلد السلام والحرية...! ، واصبحت بلداننا بلد الخراب والفوضى الخلاقة،، ولا يزال السكوت يدمر انفسنا، ولم يبق شيء ان نقوله غير ان نذكر عسى ان تنفع الذكرى... ؟
https://telegram.me/buratha