حليمة الساعدي ||
لا اعتقد ان سيتغير شيء ولن نلمس من قمة جدة اختلاف عن سابقاتها من القمم سوى انها مجرد خطابات واستعرضات للعروبة الزائفة والتلاحم المهلهل ومزيدا من البيانات والمقالات المفرغة من محتواها.
تعودنا من العرب انهم اتفقوا على ان لا يتفقوا. مع ان المصالح الاقتصادية والتغيير المناخي الجيو سياسي اثرت بعض الشيء على لغة الخطاب في العالم اجمع ومنها الدول العربية خصوصا بعد انهيار اسطورة القطب الواحد على يد بوتين وان العالم متجه لتعدد الاقطاب، وزعزعت دور الدولار وسحب البساط من تحت نفوذه العالمي عندما قرر حلف وارسو والتحقت معه العربية السعودية في ان تكون التعاملات التجارية وتبادل السلع بالعملات المحلية .
مع ان عودة العلاقات الدبلوماسية مابين دولتين مسلمتين كبيرتين ومؤثرتين في المنطقة سيجعل الخطاب في هذه القمة يختلف بعض الشئ عن سابقاتها من حيث المواقف السياسية والعلاقات الدبلوماسية تجاه دول الاقليم وكذلك عودة سوريا للحضن العربي الذي لم يصلح ما احدثه من دمار فيها و ان القضية اليمنية ستمر مرور الكرام مجاملة للدولة المضيفة ، وايبدو ان الجليد لم يذوب بل زاد سماكة وتصلبا بين الدول العربية بسبب العولمة الاقتصادية فكل دولة تتجه نحو البلدان التي تجد انها تخدمها اقتصاديا فترتبط معها ارتباطا وثيقاً بمعاهدات واتفاقيات كما حدث مع دول الخليج التي ارتبطت والتحقت مصيريا مع دول الحرير و اتفاقية شنغهاي ورأينا كيف ان الصين اثرت على السعودية بتغيير موقفها مع ايران التي تختلف معها عقائديا لعقود لكنها تخطت كل هذه الخلافات من اجل المصالح الاقتصادية فالعامل الاقتصادي اقوى تأثيرا من بقية العوامل كالعروبة واللغة والتاريخ التي اصبحت في زمننا هذا كنوع من الفلكلور بالنسبة للحكومات العربية بسبب التطور السريع في تكنلوجيا المعلومات وتداخل الثقافات والعامل الاقتصادي وان العالم اصبح يدار عبر الاثير . وهذا يعني ان هذه القمة ماهي الا بروتوكول عربي اعتاد حكام العرب ان يتبادلوه بينهم كنوع من الترفيه ولا يحمل اي نوع من انواع الجدية والقرارات المصيرية وان اختتم بتوصيات فانها غير ملزمة لاي دولة من الدول
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha