مانع الزاملي ||
نحن اتباع اهل البيت لدينا منهج نتعبد به الله، وملزمون عقائديا بسلوكه في حياتنا ، وممارساتنا وعباداتنا ، وهو اتباع المرجعية الرشيدة وتقليدها ، لأننا نعتقد جازمين اطاعة وتقليد المرجع الاعلم الجامع للشرائط ، والشرائط عندنا هي
1-البلوغ
2-العقل
3-الذكورة
4-طهارة المولد ويعني انه جاء للدنيا من علاقة شرعية بين امه وابيه.
5-الايمان
واما الاعلم فيتحددمن قبل اهل الخبرة ، الذين هم رجال دين موثوق بهم وبدرايتهم ممن لهم صلة بالحوزات العلمية، ولاينظر لموطن المرجع ، فكل شيعي اثني عشري يمكنه تقليد المرجع اينما كان ، وهذا التقليدلايقتصر على وطن واحد. فنقلد المرجع اينما كان وفي اي بلد، وهذا لايقدح بحبنا للوطن والتضحية من اجله ، لأن حب المؤمن لوطنه والدفاع عنه ، من ثوابتنا العقائدية ايضا، والقول ان تقليد مرجع في بلد ما تعني تبعية ، كلام غير دقيق وغير واقعي ، ووراءه اجندات سياسية تحاول الطعن في وطنية الشيعي ، وقطعا هؤلاء لايعلمون شي عن التقليد !
ونعتقد ان المرجع هو نائب الامام الغائب عجل الله تعالى فرجه الشريف ، والقول ان التقليد لايتفق مع حرية الانسان كلام غير صحيح ، لان الفرد المؤمن يأخذ احكام دينه ودنياه الشرعية من اهل الاختصاص ،
اي العلماء المتخصصون في هذا الفن، فكما يذهب الانسان الى الطبيب المختص لتحديد علاج لمرض معين ، كذلك المكلف يأخذ واجباته من مرجع مجتهد يقلده، وهذا الامر منذ انتهاء واجب السفراء الاربعة ، وبعد وفاة اخر وكيل للامام الحجة،ويزعم البعض ان التقليد بدأ في زمن الشيخ الانصاري رحمه الله ،والتقليد يعني رجوع غير العالم للعالم كما بينت في مطلع المقال ،وفي زمن النبي صلى الله عليه وأله ،تم العمل بالتقليدوبتخطيط منه صلى الله عليه وآله ، وتم تطبيقه من قبل المسلمين من خلال تقليد واتباع من يعلمهم الاحكام في البلدان البعيدة عن مكة المكرمة ،حيث جعل مصعب بن عمير على المدينة المنورة ،وكذلك معاذ بن جبل الى اليمن،
فالناس كانت تأخذ الاحكام من العلماء الذين بعثهم النبي لبلدانهم،والسيد الخوئي قدس سره يقول ،ان التقليد كان موجودا في زمن الائمة عليهم السلام لان معنى التقليد هو اخذ الجاهل بفهم العالم ،وهناك روايات كثيرة تؤكد على صحة رجوع المسلمون للعلماء في احكام الشريعة ، وهذا نؤمن به ولن يصدنا عنه ناعق نعق او حاقد متحامل على اهل بيت النبي ، او مهرج يتهمنا ، فكل هذه لانقيم لها وزنا ولا اعتبارا مهما بلغت من القوة والتهجم ، ولسنا بموقع الضعف لكي يصدنا عن واجبنا الشرعي ثلة من المتشبهين بالنساء ! فليعلم العالم كله نحن مع حرصنا وحبنا الشديد لاوطاننا ، نطيع مراجعنا ونفدي انفسنا عندما يكون الامر متعلق بالدفاع عن الدين والوطن ، والدين والوطن توأمان لايمكن الفصل بينهما ،وهذه العقيدة الحقة ، نلتزم بها ونحيا ونموت عليها ،
فالذين يموتون دفاعا عن فضلات الابقار ويتبركون بها ، يسكت عنهم الجهلاء وينتقدون اتباعنا لأهل بيت الطهارة الذين طهرهم الله في كتابه الكريم واذهب عنهم الرجس ، وذلك بقوله سبحانه( إنما يريدُاللهُ ليذهبَ عنكم الرجس اهل البيت ويُطهركم تطهيرا ) لسنا معنيون بأثبات مانعتقد به لمخالفينا ، ولندعهم يشربون من ماء البحر ،( فماذا بعد الحق الا الضلال ) والحمد لله رب العالمين .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha