منهل عبد الأمير المرشدي ||
اصبع على الجرح ..
في مؤتمر صحفي للراحل الملك حسين في الأردن سأله أحد الصحفيين عن معدل خط الفقر في وهل هناك احصائية لعدد المتسولين فأجابه الملك ( لا يوجد متسولون في الأردن فأنا المتسّول الوحيد اجول واتنّقل بين الدول الصديقة لأتسول من اجل شعبي ) .
الأردن الذي يعيش على بركات المساعدات العراقية بالنفط المدعوم والإعفاء الكمركي اضافة لما يرده من المعونة الأمريكية بمعدل اربعة مليارات دولار سنويا مع تخصيصات بني صهيون من اتفاقية وادي عربة .
هذا الأردن الذي طلب في منتصف القرن الماضي الإنضمام الى العراق لعدم امكانينته المادية فليس لديه ثروات طبيعية او قاعدة صناعية ولا حتى اراضي زراعية ويعيش على القحط والإستجداء ولولا العراق لكان في خبر كان فهل جازى العراق ورد اليه الجميل ؟
المشكلة ان التقاطع بين الأردن والعراق ليس على المستوى الرسمي والحكومي فقط انما هو متأصل حتى على المستوى الشعبي .
كلنا يتذكر أيام الحصار في تسعينات القرن الماضي بزمن المقبور صدام الذي تنازل عن عشرات الكيلومترات من الأراضي العراقية للأردن وبذخ عليهم من النفط العراقي بالسعر الزهيد اشبه بالمجان لكنهم كانوا يتعاملون بحقد واحتقار وطائفية مقيتة مع العراقيين الذين يسافرون للأردن للبحث عن العمل . بعد سقوط الصنم في نيسان 2003 تحولّ الأردن الى قاعدة لقيادات البعث الهدام وعائلة المقبور بقيادة المجاهدة جدا بالمال والأعراض رغد لكن العراق لم يقطع يد السخاء عن مساعدة الأردن سواء بالنفط او الإعفاء من الضرائب . تفرد الأردن مع السعودية بإجهار تمويلهم لتنظيم القاعدة بل إن نواب البرلمان الأردني والوزراء يشاركون في مجلس عزاء المجرم الزرقاوي والعراق هو العراق يضخ النفط بالمجان لأبناء قوم لوط !!
بيانات البعث تصدر من عمّان في الأردن ومؤتمرات المجرمة رغد تعقد هناك ولقاءاتها التلفزيونية مع قنوات الأعراب في عمان وكل قيادات البعث المقبور هناك والعراق هو العراق يضخ النفط بالمجان لعرب الشيطان !
صار هناك اتفاقية بين العراق والأردن لإنشاء انبوب البصرة العقبة ومدينة صناعية على الحدود العراقية الأردنية لإنقاذ الإقتصاد الأردني وحكومة العراق وشيعة العراق لم يتلقوا سوى السب والشتم والتطاول من ازلام البعث وشباب الأردن (الغيارى) والعراق هو العراق وعد عيناك يا عبد الله والرزق على الله .
اليوم هناك مؤتمر في بغداد للإعلان عن طريق التنمية من الفاو حتى تركيا بمشاركة الأردن لتحظى بفرصتها على الأرض العراقية في النهوض بإقتصادها فماذا كان جزاؤها للعراق وكيف يرد الجميل هؤلاء الأعراب .
الحكومة الأردنية ترفع القيد عن نشاطات حزب البعث المقبور وتسمح لهم بممارسة نشاطهم السياسي علنا حيث اعلن ازلام البعث بدعم من رغد اخت المؤمن عدي بإنطلاق مسيراتهم بإتجاه السفارة العراقية للتنديد والتهديد والتسقيط !!!
كل هذا يتم برعاية ملك الأردن وحكومة الأردن وشعب الأردن فماذا عدا مما بدا ؟؟؟ لا ندري هل ان ما حصل طوال السنين الماضية وما يحصل اليوم هو بإرادة امريكية واوامر من البيت الأبيض ام هو خضوع وإذلال له اسبابه التي لا يعرفها الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؟؟
اذا كما لا نستغرب موقف الأردن ملكا وحكومة وشعبا على اعتبار (اإِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَه ُوَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا) فما الذي يدعونا لأن نسكت ولا نسال حكومة العراق وبرلمان العراق وكل القوى الوطنية الفاعلة في العراق لماذا يستمر هذا الأمر والى متى ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha