المقالات

الأعور في بلد العميان أمير  !!


 

قاسم سلمان العبودي ||

 

أنبثقت حكومة السيد السوداني بعد زوال حكومة مصطفى مشتت والتي أقل ما يقال عنها بأنها حكومة عملاء ومرتزقة . أذا سلمنا بهذه القضية فأن محمد شياع السوداني أستلم كومة ركام أسمه العراق . بلد محطم ومهشم بأمتياز  . الحكومات المتعاقبة سلبت العراق الهوية الوطنية والسياسية على حد سواء . فقد غابت ملامح الهويتين في ظل تنامي كسر الأرادات التي سبقت تشكيل الحكومة الحالية . 

عندما شرع السيد السوداني ببرنامجه الحكومي الخدمي الذي أعلن عنه ، تصور خطأً أن تقديم الخدمات هو أثبات للهوية الوطنية ، وعند تنفيذ ما يراه قادة الأطار هو ترجمان للهوية السياسية !  الغلط في كلتا الحالتين مرَّكب  ، لان الخدمات التي يريدها المواطن ليست رصيف مقرنص حتى يحسب للحكومة بأنه أنجاز ، وأن كان هذا الرصيف مطلوب . لكن الخدمة الحقيقية تكمن بأنشاء المشاريع الإستراتيجية التي تلامس حياة المواطن العراقي ، ونرى أن أهم هذه الخدمات التي بأمس الحاجة اليها الشعب العراقي اليوم هو تفعيل قرار البرلمان العراقي بأخراج القوات المتحلة الامريكية  خارج العراق . 

فأن طرد المحتل الأمريكي سيفتح باب الخدمات للمواطن على مصراعيه . وستنجح هذه الحكومة ، أو الحكومات القادمة برسم ملامح هوية وطنية عراقية خالصة ، لها القرار السيادي بتفكيك وتصفير جميع الأزمات وأولها ورقة الضغط الداعشي الارهابي المستمر على العراق والتي تدار من قبل السفارة الامريكية في بغداد .  هذه هي الهوية الوطنية التي يجب على كل حكومة قادمة ، فضلاً عن هذه الحكومة أن تعمل جاهدة على ترسيخ مفهومها العام بما يحفظ سيادة الدولة وحقوق الشعب . 

اليوم العالم بأسره أمام تحولات كبرى ، فهناك انحسارًا كبيرا للقطبية الواحدة عالمياً . كما أن هناك صعود قوي لقوى دولية واقليمية واعدة ، فعلى العراق أن يكون جزءاً مهماً في هذه المتغيرات الدولية وخصوصاً لدينا كعراقيين ما يؤهلنا أن نكون جزءاً من التغيير القادم ، لا أن نكون رقعة شطرنج تتحكم بنا رومانوسكي كيفما تشاء ، ومتى ما تشاء . عندما تصل الحكومة العراقية الى هكذا مستوى من البناء الحقيقي ستعود الهوية الوطنية التي سلبت بسبب الأحتلال الامريكي ، وبالتالي ستترسخ الهوية السياسية العراقية وسيلتئم شمل القوى السياسية العراقية بعيداً عن التشظي والأنقسام الحاد الموجود حاليا لدى جميع المكونات السياسية العراقية بعربها وكوردها وشيعتها وسنتها . 

أذن المطلوب اليوم أرادة وطنية حقيقية تعيد للعالم صورة العراق التي طمست بسبب الاحتلال الامريكي وبعض الأدوات المنحرفة في الداخل العراقي . أما ( تبليط ) الشوارع وتزيين الأرصفة ، وأن كانت مطلوبة ، ألا أنها لا تُعتبر منجزاً حقيقياً في القياسات الدولية ، ألا أذا أسلمنا بشعار الأعور في بلاد العميان أمير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك