محمد الياسري ||
ان الدولة الاسلامية التي أرادها الله تعالى ترتكز على إسس عقائدية ولها خصائص وأهداف ، ومن خلال تلك الاسس تتبين رؤية كل دولة ونظام تجاه الدولة الالهية .. وهنا سنستعرض اسس الدولة الاسلامية ودستور الجمهورية الاسلامية.
اولا: السيادة والتشريع لله عزوجل : الخالق تعالى مالك الكون الحقيقي قد حدد مقررات قيادة المجتمع ، وليس من صلاحية أحد ان يشرع مطلقا ، وقد شرع الاسلام نظاما ثابتا ووضع قواعد ثابتة وشخص لولي الامر شروط خاصة في التعامل مع العناوين الثانوية .. وقد جاءت المادة الثانية من الدستور الفقرة الاولى (يقوم نظام الجمهورية الاسلامية على اساس الايمان بالله الاحد وتفرده بالحاكمية والتشريع ولزوم التسليم لامره).
ثانيا: المعصوم (عليه السلام) هو السبيل الى الله : إن الامام المعصوم (ع) يمتلك التبليغ والتوضيح للحقائق الدينية ويمتلك ولاية الامر وتنفيذ الاحكام الدينية ، وان الدولة الاسلامية تقوم على اساس التشريع من خلال قول وفعل وتقرير المعصوم (ع) بصفته قائدا للدولة الاسلامية ومنفذا للتشريع الالهي وقد حددت الفقرة الثانية من المادة الثانية ان (نظام الجمهورية يقوم على اساس الايمان بالامامة والقيادة المستمرة ودورها الاساس في استمرار الثورة التي أحدثها الاسلام) وهنا قد حدد الدستور لزوم الامامة المستمرة التي تشكل الواجهة المتميزة وطليعة الرسالة الاسلامية والاقتداء بعملها فهي العنصر الاساس تربية الامة واستمرار قيادة الامة في سبيل الوصول الى غاية البعثة الاسلامية وقيام الدولة العادلة.
ثالثا: المساواة : افراد البشر متساوون وكلهم عباد الله وقد خلقوا من نفس واحدة وأصبحوا شعوبا وقبائل كما وضحها النص القراني ، وليس هناك شعب مختار او تفضيل قومي او طبقي او عنصرية وتحت عناوين شتى مرة مثل الوطنية والمدنية وفق المفهوم الغربي ، فكل هذه مخالفة لرؤية الاسلام لان البشر جميعهم قد منحوا القدرات ذاتها بهدف التكامل وقد شخصت الشريعة امامهم سبل التسامي بلا ظلم لاحد مع توزيع واقعي وظيفي قائم على اساس الاستعداد الكوني مثل الفروق بين الرجل والمرأة من حيث الوظائف والطاقات وهنا جاءت الفقرة التاسعة من المادة الثالثة (رفع التمييز غير العادل واتاحة تكافؤ الفرص للجميع في المجالات المادية والمعنوية كلها) والفقرة ج من المادة الثانية (محو الظلم والقهر مطلقا ورفض الخضوع لهما).
رابعا: الانسان مستخلف على الارض : الانسان المستخلف الذي حددته الشريعة الاسلامية وحملته الامانة الكبرى وهي الخلافة في الارض هنا يترتب على الانسان ان يعمل بكل قواه وامكاناته لتحقيق هدف خلافة الانسان وتكون المسؤولية تشاركية بين الجميع لتحقيق الاهداف الالهية وهنا جاءت المادة الثالثة بستة عشر فقرة تتضمن (تهيئة المناخ الملائم لتحقيق هدف خلافة الانسان فانطلقت من الجانب الثقافي والتربوي واقتصادي والحريات والنظام الاداري والامن والعلوم حتى السياسة الخارجية للبلاد).
خامسا: كرامة الانسان: ان الله تعالى خلق الانسان مكرما وفضله على كثير من المخلوقات ، وهذه الكرامة تكمن في مميزاته الفكرية ودوافعه الغريزية السامية نحو المعرفة والعلم والتدين والتخلق بالاخلاق الفاضلة والتكامل وكذلك في قدراته العقلية التي يفتقر اليها غيره من المخلوقات وهذا اساس الدولة الاسلامية وتعمل على تطبيقه بالشكل الذي يحقق كرامة الانسان والعناصر الاخلاقية في المجتمع وهنا جاءت الفقرة السادسة من المادة الثانية (يقوم نظام الجمهورية على اساس الايمان بكرامة الانسان وقيمته الرفيعة وحريته الملازمة لمسؤوليته امام الله) .
ختاما .. بهذه الاسس يمكن ان نفرق بشكل واضح بين الانظمة المبنية على الاسس الوضعية وبين النظام الاسلامي القائم على اساس التكامل وهذا ما جاءت به نهضة الامام الخميني (قدس) وصياغته للنظام الاسلامي وتصويت الشعب عليه وبذلك حقق المسؤوليات لكل من الفرد والمجتمع والسلطات في تحقيق الاهداف الالهية.
السلام على الامام يوم ولد ويوم رحل عن هذه الدنيا ويوم يبعث حيا.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha