المقالات

وفقا لنبؤة (الثمان الصعبة)..العراق بين مثالب صناعة الدولة الفاشلة..!


حسين الذكر ||

 

بعد انتهاء ملف حرب الكويت أصبحت الأوراق مكشوفة فاضحة لنواياهم في تدمير العراق وحل جيشه وتفكيك بنيته الحضارية .. ففي الوقت الذي قامت فيه الولايات المتحدة الامريكية ومعها القوى الغربية والعربية بالمساهمة في إعادة الطاقة الكهربائية وتقديم الخدمات وإعادة البناء للكويت وجعله افضل مما كان عليه قبل 2 – اب – 1990 في موقف جيد ومقبول .. فيما زال العراقيون يعانون منذ ذلك التاريخ الأسود وحتى اليوم .. الغريب ان الولايات المتحدة دخلت الى الكويت بعنوان التحرير فيما دخلت قواتها الى العراق باسم الاحتلال المشرعن من قبل قوى المجتمع الدولي والمنظمة الدولية .. فيما لا يعرف تفسيره الا الراسخون بلغة المخابرات والمنقعون حد الاختمار في عتمة الظلام السياسي .

دعيت الى حفل توقيع كتاب ( الثمان الصعبة ) لمؤلفه الأستاذ ياسين مجيد الذي تدور احداثه او بالأحرى تدوين يومياته عن مدة تولي الأستاذ نوري المالكي رئاسة الحكومة العراقية لدورتين متتالية ( 2006- 2014 ) .. وقد تحدث في بداية الحفل الأستاذ عبد الواحد مهودر زميل المؤلف ورفيق عمله بمحطات متعددة قائلا ومثنيا على : ( الحيادية ) ويقصد عما جاء في الكتاب الذي لم نتصفحه بعد .. ثم جاء دور الزميل  عباس عبود رئيس تحرير جريدة الصباح سابقا فتحدث عن مفردة : ( الاحترافية ) .. وقد لفتت نظري قبل كل شيء المفردتين .. فكما يعرف عن الأستاذ مجيد انه مقرب من المالكي واهم مستشاريه وقد عاشره – كما قال – قبل وبعد 2003 وكتابه كما هو واضح بمثابة مذكرات  ويوميات تخص مدة حكم السيد المالكي  كما هي او معززة بشيء من وجهة نظر المستشار بصورة مباشرة او غير مباشرة بقصدية او بغيرها وذلك ما يجعل اطلاق كلمة ( الحيادية ) صعبة المفهوم .. وكذلك الاحترافية - التي تعني عندي وربما لغيري - حسن الصنعة والاحتراف بما يعزز الحصول على المال .. الذي هو عنوان ثابت ابدي ونهائي للاحتراف بكل شيء . وعلى ما اظن فان الأستاذ ياسين مجيد قد أجاب ضمنا وصحح الكلمتين في بداية حديثه حينما قال اقدر أقول الكتاب كُتب ( بمهنية ) .. وهو تعبير اكثر دقة وصراحة .

تناولت الكتاب بشوق ولهفة للاطلاع على مرحلة من اصعب مراحل الشعب العراقي الذي – بعد عقدين من الزمن – يعيش بمخاض وتاثير الاحتلال المباشر وغير المباشر ومن خلال ادواته وقواه المؤثرة على الواقع ، ما كان منظورا منها او مستتر بعنوان اخر .. الا ان النتيجة واحدة ولا تحتاج الى الكثير من الذكاء والخبرة لبلوغ قناعة – باقل تقدير – فيما يخص القوى الدولية والإقليمية والمحلية وتاثيرها بتسيير الاحداث وربما تقاسم الخيرات كاحد أوجه الدمار العام الحاصل في العراق .

الكتاب كمذكرات واحداث مهمة يستحق القراءة من قبل كل سياسي ومثقف للاطلاع عن كثب عما يدور ويحاك ويمكن استخلاص العبر دون احكام مسبقة لمرحلة اعتقد انها تعد نتيجة لما قبلها وامتداد لما يلحقها بصور ونسب ما .. الا اني لم احبذ الخوض واستعراض وقراءة الكتابة وعرضه بطريقة تقليدية كما نفعل مع الكتب الأدبية والرياضية والإعلامية .. ولكني اكتفيت بقسم كتبه الأستاذ ياسين تحت عنوان ( صناعة الدولة الفاشلة ) وقد اعجبني لما اعتقدته  فيه من شمول وعموم وواقعية .... تعنينا بشكل اهم من غيره  ..

يذهب الأستاذ ياسين مجيد الى تاشير وتثبيت عدد من النقاط والملاحظات المهمة التي يعتقد انها كانت بمثابة سياسة استراتيجية غربية معتمدة من من التحالف الغربي عامة وامريكا خاصة باعتبارهما وجوه لمصالح مشتركة بأساليب متنوعة واهداف واحدة ..  تسعى دوما للوصول الى روما كوجهة مشتركة لابد من بلوغ عتبتها وطرق بابها سرا وجهرا طوعا او قسرا .. ومن هذه النقاط : -

أولا – إقامة نظام المحاصصة على أسس طائفية عرقية كاحد اهم عمليات الاختراق الامريكي لمنظومة الحكم ومستقبل العراق .

ثانيا – ان الحاكم الأمريكي بريمر اصدر خلال مدة حكمه القصيرة والتي كان فيها الحاكم الناهي الأوحد بالساحة يقرب ( 200 ) قانون وتشريع خلال ثلاثة عشر شهر شملت مختلف القطاعات ومناحي الحياة . وشلت جميع مؤسسات الدولة .. كونها لم تكن ارتجالية او لحظية بل هي نقاط متفق عليها مسبقا ومعدة سلفا وتمثل استراتيجية لتحقيق اهداف عليا بعيدة الهدف .

ثالثا –الحرب الطائفية التي صنعتها أمريكا كنتيجة حتمية لنظام المحاصصة قد قضى على إمكانية بناء الدولة على أسس صحيحة .

ثالثا – ما لم يقوله بوش حينها استدركه بايدن حينما قال ان الولايات المتحدة لم تذهب الى أفغانستان لبناء دولة .. وهو ذات الهدف بالعراق .

رابعا – نجحت سياسة الترهيب والترغيب والمحاور وزناد الاحتلال وشرعيته ومظلته الدولية ... بتوهيم المكونات الأكثر تاثير وتمثيل في العراق من خلال لعبة الحلوى للشيعة والسراب للسنة ورومانسية الحلم للاكراد .

خامسا – ان النموذج الذي صنعته الولايات المتحدة في العراق ما هو الا انموذج لصناعة الدولة الفاشلة الذي سيبقي العراق ضعيف لسنوات قادمة مع خلق وضع إقليمي يضعف المنطقة عامة ويقود تبعتها باتجاه خدمة مشاريعهم الاستراتيجية .

سادسا – يقول ياسين طرحت سؤالا على السفير الأمريكي ديفيد ساترفيليد مفاده : ( ان العراقيين عامة يستغربون عن عدم بناء الولايات المتحدة الامريكية لاي منظومة كهرباء او منظومة تحلية مياه او أي بنى تحتية او تقديم خدمات عامة .. كما يلاحظ عدم مساهمتهم باي مؤشر يمكن ان نشم منه موافقتهم او رغبتهم بإعادة بناء العراق الذين سبق ان اعلنوا على اغلب السنة سياسييهم وقادتهم انهم سيصنعون انموذج ديمقراطي يمكن ان يحتذى به في الشرق الأوسط ) . 

خالصا الى : ( ان منظومة الحكم الطائفية والعرقية والمحاصصاتية والتوافقية .. التي صنعتها واشنطن بالعراق لا تقل خطورة عن نظام الحكم الدكتاتوري الذي اسقطته .. مما يعني - وفقا لمجيد – ان الولايات المتحدة الامريكية اسقطت الدولة العراقية مرتين الأولى بعد سقوط النظام الذي ربط الدولة ومؤسساتها ومصيرها به فانهارت بسقوطه .. والثانية بعد نجاحها باصرار متعمد تأسيس دولة المكونات ) .

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك