نور الجبوري ||
في العام 2003 انتهى الحكم البعثي في العراق وبذلك انتهت حقبة زمنية سوداء بتاريخ العراق، لم يسلم منها الشيعة على مدار 35 عاما، وتعرضت هذه الطائفة التي تمثل اغلبية سكان العراق الى شتى أنواع الظلم وكان من يعترض على هذا النظام مصيره نهاية غير معلومة، ومارس البعثيين في ذلك الوقت كل أنواع التعذيب والاذى الجسدي والنفسي بالإضافة الى التهجير القسري من العراق.
هذا الظلم لم يقتصر على المعارضين للنظام فحسب بل فاق ذلك حتى وصل الى الأطفال والنساء وكبار السن، فالذي يعترض ولو بكلمة يتم معاقبته ومعاقبة كل افراد عائلته، والعقاب كان يتم تنفيذه بأبشع الطرق.
النظام البعثي الصدامي تسلم الحكم بحرب وكان وقود تلك الحرب هم اهل الوسط والجنوب ودخل بعد ذلك الى حرب أخرى وها نحن الى الان ندفع ثمنها نتيجة العقوبات الدولية التي طالت العراق نتيجة ذلك التصرف الارعن ثم دخل العراق في حصار دولي امتد لثلاثة عشر عاما وتسبب هذا الحصار بهجرة اكثر من 23 الف باحث وعالم واستاذ جامعي وطبيب متخصص وحسب تقارير اليونيسيف ان اكثر المناطق تأثرا في العراق هي المناطق الوسطى والجنوبية حيث يقطنها 85% من سكان العراق ، وتضاعفت نسبة سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة من 12% الى 23% خلال الفترة بين عام 1991 -1996 ، ثم اختتم الحكم بحرب سمحت لأمريكا وإسرائيل بتدمير ما تبقى من البنى التحتية للعراق وتهجير وقتل مئات الالاف من العراقيين ، هذا ملخص بسيط لما حل في العراق منذ استيلاء تلك العائلة المتوحشة على السلطة في العراق .
ثم توالت الاحداث المعروفة لدى الجميع حتى العام2016 وتحديدا في شهر تموز حيث صوت مجلس النواب العراقي على قانون حظر حزب البعث والكيانات والاحزاب والأنشطة العنصرية والارهابية والتكفيرية، وبهذا القانون انتهت امال البعثيين بالعودة مرة أخرى لدفة الحكم .
ولكن بدأنا نتفاجئ في الآونة الأخيرة بالتحركات التي تظهر في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتي تدعو لعودة نشاط حزب البعث للحكم تارة من خلال ظهور ابنة المقبور رغد صدام في الاعلام واعلانها عن قرب عودتها للمشهد السياسي وتارة من خلال اعلان الأردن عن منح حزب البعث المنحل ترخيصا للانخراط سياسا .
الجميع يعلم ان الأردن هي حاضنة للبعثيين المطلوبين والهاربين من العراق بالإضافة الى استضافتها لعائلة المقبور صدام حسين والتي توجه ادواتها في العراق لزعزعة امن البلد واستقراره ، هذا كله والأردن لازال يعتاش على نفط العراق وبأسعار رمزية !!!
هل سيكون للعراق موقف قوي لعدم عودة هذا الحزب المنحل الى السلطة مرة أخرى ، ام سيكتفي بالتنديد فقط ان وجد بالتأكيد .
اطفئوا هذه الفتنة قبل فوات الأمان فالحريق دائما يبدأ بشرارة صغيرة لو تمت السيطرة عليها لانتهى الامر .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha