صالح لفتة الحجيمي ||
في خضم تسارع الأحداث وسقوط مدن وقتل نفوس بريئة وانهيار المؤسسة العسكرية وتراجع ثقتها بنفسها بعد الانهيارات المتسارعة والأحداث الدراماتيكية التي رافقت سقوط الموصل ومدن أخرى مع هجوم إعلامي مدروس من قنوات معروفة ومكشوفة لضرب العراق وتخاذل دولي خصوصاً ممن ادعى التعهد بحماية العراق من جميع الأخطار وفق اتفاقية أمنية تبين إنها حبر على ورق.
تأسس الحشد الشعبي حائط الصد الاقوى والاخير لحماية العراق إذ لولا الحشد وبطولاته وتضحياته لم يبقى عراق ولا عملية سياسية ولا برلمان ولا حكومة.
وبالتأكيد الظروف التي تأسس بها الحشد والمهمة التي انيطت به تختلف عن الوقت الحاضر بعد استتباب الأمن وتحرير كل الأراضي العراقية من الإرهاب و تحقيق النصر.
وهذا الهدوء الأمني دفع البعض للمطالبة بحل الحشد تارة وسحبه خارج المدن تارة أخرى وهذه المطالبات يقيناً وراءها غايات خبيثة غير المعلنة. وعلينا ان نتوقع المفاجأت ولا نأمن غدر الاعداء ومكرهم فنقع في ما لا يحمد عقباه.
ان التفريط بالحشد في الوقت الذي مازال العراق يواجه المخاطر و المؤامرات هو تفريط بوطن كامل بشعبه وأرضه وتاريخه
وهذا التفريط يأتي على شكل خطوات تصل في النهاية لما يريده الأعداء
ومنها انحراف الحشد عن المهمة الأساسية له وهي حماية العراق وأي تغيير في الأولويات له تداعيات خطيرة تمكن الاعداء من اهدافهم.
حملات التشويه والإساءة المتعمدة من أطراف داخلية وخارجية معروفة الأهداف والتوجة أو حتى بسبب الجهل تنساق فئة واسعة من المجتمع مطالبة بحل الحشد وإذا لم يتصدى لهذه الأصوات وحسب القانون ربما يرتفع الضجيج أكثر ويجد من يسمعه.
استهداف القادة والتقليل من شأنهم وبالذات القادة الذين شاركوا في عمليات التحرير والتحريض على اغتيالهم كما حدث لمجاهد الإسلام الكبير ابو مهدي المهندس رضوان الله عليه.
قطع الطريق على محاولات البعض التي فشلت في شق الحشد وتقسيمة وتطبيل الإعلام المعادي لتلك الخطوات لذلك من الخطأ أن نأمن أن تلك المحاولات لا تعاد مرة اخرى بعناوين جديدة.
اشتراك الحشد في الجوانب المتعلقة بالبناء والإعمار والخدمات وحتى الزراعة أمر حسِن لكن الاستفادة من إمكانيات الحشد وقدراته في الجانب الخدمي لا ينبغي لها أن تنسيه المهمة الرئيسية التي أسس لها وهي حماية العراق
وإلا أصبح الحشد مجرد شركات مقاولات كما يحدث للجيش المصري وهذه من المخاطر التي ينبغي لقادة الحشد والحريصين على الحشد التنبه لها فقد عجز الأعداء عن حل الحشد عسكريا وبالتأكيد لديهم خطط بديلة تترك الحشد عاجزا في حال مواجه جديدة ولا يوجد غير الأموال والفساد باب يستطيعون الدخول من خلاله.
رغم أن الاستهداف العسكري وهذا اقل المخاطر التي تهدد الحشد الشعبي لأنهم رجال خلقوا للحرب لا يكلون من المعارك ولا يجبنون من المواجهة يزدادون صلابة مع اشتداد المعارك يستأنسون بالموت ويفرحون بالشهادة لذلك فإن الخطر العسكري رغم اهمية فهو لا يشكل خطر وجودي على الحشد لكنه مازال قائماً .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha