مانع الزاملي ||
منذ سنوات وانا اتعاطف مع الشعب الكردي بكل اطيافه بما فيهم اخوتنا الكرد الأفيلية الذين لم يحصلوا على اي حق في كرستان الاقليم ولا مع العراق بكل محافظاته ،وعاصرت ميدانيا ولسنوات طوال ماتعرض له هذا الشعب من مظلومية ، من قتل وتدمير وتغييب وتجاوز في ظل كل الحكومات التي تعاقبت على كرسي الحكم في العراق ، وبعد ان تزلزل النظام الاجرامي في التسعينات ، تحركت الاحزاب الكردية الكبيرة ، العشائرية والوطنية والدينية لكي تؤسس وجودا مؤسساتيا لها في عاصمة الاقليم اربيل التي هي منطقة نفوذ الديمقراطي الكردستاني ويساندها بذلك الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة المرحوم مام جلال في السليمانية ، والحزب الاسلامي الكردستاني ومسميات صغيرة موجودة في برلمانهم ، لكن عيب الديمقراطية انها تهضم وتصدر حق الاقلية بحكم عملية التصويت التي تطيح بكل مبادرةرتحررية تصدر من اي طرف! وبقي الحزب الديمقراطي ( البرزانيون) هم اصحاب الكلمة الفصل في كل قرار ! مما جعل انعدام اي فرصة للتغيير نحو الالتفات لمصير الشعب الكردي الذي لايستند لتمثيل برلماني او حكومي في الاقليم ،ورغم ان الفيدرالية منحت كثير من الحقوق والمميزات لكردستان ، الا ان تمدد بعض قادة الكرد اكثر من حقهم واكثر من الدستور في ظل انشغال حكومة المركز بملفات كبيرة وخطيرة شائكة مهدت السبيل لبروز ظاهرة استغلال الظرف بشكل يتجاوز كل الاطر الدستورية والوطنية، فالكرد يتمددون دون مسوغ بأستغلال حقول النفط في كردستان ، استخراجا وتسويقا ، دون ايصال مبالغ مبيعات النفط للحكومة المركزية ، ويقدر النفط المصدر بما يقارب نصف مليون برميل يوميا ! وكذلك اخذ ايرادات المنافذ والكمارك لصالحهم ! ومع هذا يطالبون بكل حقوق ورواتب موظفيهم وقواتهم العسكرية وغيرها من حكومة المركز! بميزانية كبيرة جدا لاتتناسب مع حجم المنطقة , هذا الذي يسمى بلغة العامة ( بالخاوه) والتلويح بالانفصال مرة والتصدي لقوات الحكومة تارة اخرى ! مع علمهم اليقيني ان لامستقبل لدولتهم ان تحققت ان تعيش طويلا، بحكم موقف الجارين الكبيرين اللذين يرون ان وجود دولة تحاذيهم بهذه المواصفات تسبب صداع مزمن ليسوا مجبرين على تحمله ، او حتى بحدوثه! وهذه هي النقطة الكبيرة من التحدي التي لايلتفت لها القادة الكرد او يحاولون تجاهلها رغم ادراكها، لذلك على الحكومة ان تضع برنامج حكومي حازم ودقيق للجم هذا التحدي الذي يأتينا دائما من الشمال دون وجود مبرر منطقي ، فبالوقت الذي تسلم فيه البصرة كل نفطها وخيراتها للمركز دون اي تلكؤ مع حرمانها من حقوقها ، تبرز كردستان تناور وتهددلتصل للحد الذي يصف احد قادتهم ان كردستان وحقوقه ليست خط احمر وانما خط الموت ولعمري اين كان خط الموت عندما توجهت زمر الخلافة والرذيلة والخرافة صوب اربيل وعندها حزموا امتعتهم لو لا وصول رجال الله لنجدتهم ونصرهم وتهدأت روعهم ، نحن لانكتب بدافع شوفيني كما يحلو للبعض ان يصوره لكن ننتقد ونوضح خطأ يهدد امن كردستان والعراق لان لغة التهديد والتحدي ينتج عنها السلوك العدائي والاحقاد التي كانت مزدهرة في زمن حكومة الرفاق المقبورة ، لغة العقل ومصلحة العراق كل العراق هي التي يجب ان تسود لان الكراهية تنتج حقدا يليه انتقاما لاسامح الله .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha