المقالات

الجهود الضائعة وضرورة تدجين العلوم


عزيز الابراهيمي ||

 

عندما نطالع المواد التي يدرسها طلاب السادس العلمي نكتشف انها مواد تحتوي على اسس متينة لاهم العلوم التي يراد لهم ان يشغلوها في المستقبل كما ان الجهود التي يبذلها الطلبة (خاصة المتفوقون) منهم هي جهود استثنائية يندر ان يبذل الفرد مثلها في دراسته اللاحقة.

 يعزز ذلك وسائل الايضاح التي باتت متاحة بشكل واسع والتي تيسر فهم المواد واخذ تأسيس علمي ممتاز فيها

 وعندما يكمل الطالب المرحلة الاعدادية يكون لديه اطلاع قوي في الرياضيات والكيمياء والفيزياء وعلم الاحياء وفنون اللغة ربما يفوق ما لدى علماء تلك الفروع قبل مئة سنة

المشكلة تحدث عندما ينتقل الطلاب الى الكلية فان الكثير منهم لا يمارس عملية الربط بين ما تحصل عليه في الاعدادية وبين ما هو موجود في سنته الاولى في التخصص الذي ساقه القدر اليه، وهذا يجعله شبه امي في كثير من الاحيان.

 فطالب الطب يغرق في دوامة المصطلحات لاكثر من سنة، وطالب الهندسة في تغير شكل المواد التي يواجهها وكذا طالب الكيمياء والفيزياء، فتجد الكثير منهم يسعى لفهم امور قد تَحَصَل عليها في المرحلة الاعدادية وبذل فيها جهود جبارة لم يجن ثمرتها في دراسته الجامعية بشكل لائق.

ان هذه الجهود الضائعة تعزز الفجوة بين الطالب وحبه لتخصصه العلمي وتفقده الهيمنة على المواد التي يدرسها وبالتالي الفشل في ان يكون مبدعا فيها وان حاز على شهادة مرموقة في تخصصه العلمي فنشاهد اليوم كثرة في حاملي الشهادات وشحة في العلماء.

عندما يستشعر مجتمعنا العلمي هذه المشكلة ويعي خطورتها المستقبلية خصوصا ما نجده اليوم من تدني المستوى العلمي لكثير من الخريجين فان الحلول تصبح سهلة ولعل بعض منها

 ⁃ ان يكون هناك كورس في بداية  السنة الاولى من الكلية لربط حصيلة الطالب في الاعدادية مع التخصص الذي سوف يدرسه فقسم الفيزياء مثلا يمكنه ان يؤلف منهجا يتم اخذه بشكل مباشر ومدروس من المرحلة المتوسطة والاعدادية والتذكير حتى بالمناهج التي اخذت منها المواد وفي اي سنة ولا يخفى مقدار الثقة التي يوجدها هذا الكورس للطالب والتي تساعده في الانطلاق بثقة في هذا التخصص للسنوات اللاحقة

 ⁃ لابد من اجراء مناقشة فكرية على مستوى الدولة عن صلاحية ان تكون المناهج العلمية في اللغة الانكليزية، فالواقع يثبت ان الانسان لايمكنه ان يبدع الا بعد عملية تفكير عميقة ولا تتم هذه العملية الا بلغة يستسهلها عقله ويألفها وليس افضل من اللغة الام له، فالشعوب التي قفزت في العقود الاخيرة في سلم التقدم العلمي انما حازت ذلك مع ان اكثر علمائها وطلابها يستخدمون لغتهم الام ولا يخفى في هذ المجال الصين وايران وتركيا ومن قبلهم اليابان 

 ⁃ ان تنشط وزارة التعليم اليه للتأليف في شتى التخصصات، فعند وجود اساتذة في قسم معين يقوموا بتأليف كتب في مادة معينة يصبح لدينا اساليب عرض كثيرة يمكن ان يكون بعضهم اكثر وضوحا وامتن عرضا للمواد العلمية وبذلك تتيسر عملية التعليم بشكل جبار وان لا يكون المعيار فقط للبحوث العلمية التي تبتعد كثيرا عن حل هذه المشكلة

 ⁃ مع وجود وسائل التواصل ينبغي على الاساتذة في جميع التخصصات ان يقوموا بترويض العلوم وعرضها بشكل اسهل خصوصا للمراحل الجامعية ولا يفوتنا هنا ان نشيد بالجهود الرائعة التي يبذلها الدكتور Mushtaq Ismael Hasan  ونأمل ان نجد لها شبيها في بقية التخصصات  

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك