سعيد البدري ||
لاشك ان حزب البعث المحظور هو حزب لا ديني و لا يجد في الاديان ما يجعلها ضمن اولوياته وتشدقه بتبني الاسلام مجرد لعبة سياسية لتأمين مصالح من يقودونه .
ولكون هذا الحزب الداعر ملتزم بذلك النهج والذي اسسته بلدان الاستعمار القديم حين اسندت ادارة امور البلد للاقلية المذهبية في العراق بمؤامرة معروفة بعد ثورة العشرين واوحت لها باتباع سياسة القمع والتشريد فقد وظفت قيادة الحزب ورموزه الاجرامية الدين والطوائف لتحقيق هذه الغاية الدنيئة رغم كونه حزبا علمانيا تشير ادبياته للالحاد والتشكيك واشاعة الرذائل والتشجيع عليها ..
البعض اليوم اخذ يتقول ويغالط في قراءاته للواقع الحالي حين يتطرق لوضع سنة العراق بأنهم ضحية لفكر حزب البعث والشيعة كونهم من يستهدف الطائفة السنية وهذا كلام مغلوط فمن صادر مذهبهم لتحقيق غاياته هو نظام صدام لكن في التفاصيل لابد من الاحاطة باسباب ذلك فتبني بعض العلماء وتسويقهم بأمر مباشر من الطاغية المقبور باعتباره ممن اوحى بكونه منتميا وحاميا ومدافعا عن السنة والبوابة الشرقية كما يزعم ليس في العراق وحسب بل وفي المنطقة وكانت خطاباته تقول بوقوفه بوجه المد الشيعي المتمثل بثورة ايران الاسلامية ، لقد حاولت منظومته التي جعلت من سنة العراق مجرد تابع للسلطة و سعيه لتبرير جرائمه وقتله وسياسته الدموية وبأن ما يفعله من عقوبات جماعية كان لمصلحة الشعب ، فليس لاي عاقل يقول بأن سلوك البعث كان مصادرة مطلقة وان كان ذلك نتيجة لكن الاسباب تشير لرضا وتماهي سني قسري مع نظام البعث وانغماس بلعب دور الممثل الاوحد للعراقيين مع ركن الشيعة والمكونات الاخرى دون ان يستنكر احد ذلك !!
ومن حقنا كعراقيين التساؤل عن اي شعب يتحدث هولاء حين اقدم صدام ووصف الشيعة بابشع الاوصاف دون ان ينكر عليه احد ذلك ، مع عقوبات جماعية فقط لدفاعهم عن حقهم بالعيش الكريم ، فمن يريد تمثيل دور الضحية عليه ان يفهم الامور بسياقاتها التاريخية التي لاتعفيه من المسؤولية ويؤسس لعلاقة قوامها الاعتراف بأن الشيعة كانوا ضحية لحماقات البعث المجرم حتى بعد زواله حيث مارس اذنابه عمليات القتل بشكل واسع وممنهج طمعا بالعودة للسلطة وربما الانتقام ممن رفضوا البعث ونظامه واسهموا بسقوطه المدوي برفضهم ان يكونوا حطبا لنيران حروبه العبثية ..
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha