أحلام الخفاجي ||
لٍمَ خم دون غيره من الغُدْرَانٌ التي افترشت ارض مكة؟ لينال تلك المفاخر العظيمة, وليقترن اسمه باسم الوصي علي, فلن يفترقا حتى يردا الحوض عند رسول الله, افيه سرٌ مكنونٌ؟ ام إنّه من اؤلئك الذين وصفهم القران (لن ينالها الاذو حظ عظيم) فنالها غدير خُم.
في الثامن عشر من ذي الحجة يزدان خم, وتضحك اساريره, فيتباهل بنفسه على بقية الغُدْرَانٌ, فهو من اختاره رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) ليكون شاهدا على اعظم حدث سماوي, به يكتمل الدين وتتم النعم, لتـُقبل اليه بقية الغُدْرَانٌ,مهنئةٌ وكان لسان حالها يقول: بخ بخ, ألسنٌ تهنئ وقلوبٌ تزدادُ غِلاً وحسداً, فتشابهت قلوبهم.
لم يكن خُم غديرا جادت به غيمة عابرة مكتظة بالمطر بل ولد من رحم زمزم بقنوت ابراهيم وانين هاجر وبكاء اسماعيل ليجعل الله افئدة من الناس تهوى اليه ولتنبجس منه اثنتا عشر عينا قد علم كل اناس مشربهم فاركض برجلك هذا مغتسل وشراب فما ان هب نسيم الولاية من تحت جلباب رسول الله حتى استقر تحت عمامة علي وولده صالح بعد صالح.
هناك على مرمى الحسد, كان سامري القوم مضطربا, يقضم اظافره, مسود الوجه كظيم, من سوء ماراى وسمع, يقطع اشواطا من الحيرة, يفكر كيف له ان يئد الغدير وهو طفلا؟ هل يدسُ راسهُ في التراب ام يُمسكهُ على هونٍ.
وفي غفلة من الزمن, بصر سامريهم مالم يبصر الاخرون, فاخذ قبضة من اثر الرسول,فقذفها على بصيرتهم, فانسبك عجلا جسدا له خوار, يستفئ بظلال تلك السقيفةالملعونة ومازال, ليخرج غدير خم من مكة(خَآئِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِى مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّلِمِين) يتفكّر انّى له ان يحفظ وديعة الامامة؟
ومن ذلك اليوم, وغدير خم وكل ايتام آل محمد, بانتظار الذي سياتي من اقصى مدن الغياب يسعى, ينتظرون يومَ يتمّ الله نورهُ على الأرض بظهور المهدي عج وعلى منبرِ الكوفة يقفُ ليخطبَ بهم فيطول الصمت فينظرون إليهِ لتنهمر دموعُ العتبِ ودموعُ الاشتياق مواسية.
ايها الصاحب
ان داخل كُلّ منّا الف مُوسَىٰ يبحثُ عن لقاءٍك حتّى وإن واعدناك ثلاثين ليلة واتممناها بعشر الف مرة, فيقينأ الغدير مهدوي الانتصار.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha