عبود مزهر الكرخي ||
تداولت الأخبار عن قيام شخص نكرة بحرق نسخة من القرآن الكريم في السويد ، ويبدو أنه لاجئ عراقي قد قام بهذا الفعل المجرم والمنحط أخلاقياً ، والتي أترفع عن ذكر اسمه وأصفه بالنكرة والمنحط ، وهذا هو واقع حاله.
والحقيقة أن هذه الحادثة اللاإنسانية والتي تمثل قمة بث الكراهية والتطرف هي ليست الأولى بل كان هناك مسلسل مستمر حرق المصحف الشريف والذي يمثل أحد الرموز المقدسة الى المسلمين وعموم ديننا الحنيف ، وهذه الحوادث ظهرت وطفت على السطح منذ عام 2005 ـ ولحد الآن ، والتي تركزت كلها في الغرب المتحضر رواد الديمقراطية(كما يدعون) في الدانمارك والسويد وفي بريطانيا لتصل إلى أمريكا ، وهذه الأفعال المجرمة كلها تقودها منظمات متطرفة مسيحية ، وبدعم خفي ومهم من قبل الماسونية والكيان الصهيوني وحتى من قبل المسيحيين التبشيريين في أمريكا والكثير هم من صناع القرار في أمريكا وفي حكومتها وكذلك في العالم.
ومن هنا لن نتفاجأ أن تطفو هذه الظواهر المسمومة والشنيعة مرة اخرى والتي طبعاً تدخل من ضمنها نشر الصور المسيئة الى نبينا الأكرم محمد(صل الله عليه وآله).
ولنأخذ عينة من تلك الإساءات المتكررة والتي لا تعد ولا تحصى حيث في عام 2005 حيث عمت مظاهرات أشارت الى أن تقارير تفيد أن المصحف الشريف تعرض للتدنيس على أيدي محققين أميركيين في معتقل غوانتانامو في كوبا.
جاءت المظاهرات في وقت قالت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف إن معتقلين في قاعدة غوانتانامو الأميركية أكدوا لها وقوع بضع عمليات تدنيس للمصحف الشريف... وهذا يمثل ويفسر بأنه توجه حكومي في معاداة الإسلام والتي كانت تطلق في السنوات الماضية الإسلاموفوبيا.
ومن عجائب عصرنا الحالي والذي فيه نشاهد العجب العجاب ، أن نرى مظاهر الهجوم على الإسلام والرسول الأعظم (صل الله عليه وآله)موضة ويقوم به النكرات من اللاجئين ، وهي تدخل في خانة الظنون الخائبة بأنه افعالهم في أحراق القرآن الكريم أو أي فعل غادر آخر أن هذا يمنع أو ينهي الاسلام في دولهم والعالم. الله سبحانه وتعالى يقول (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )).
وأوروبا والغرب بأفعالهم الدنيئة يريدون خلق المسلم المعاصر لهذا العصر المنزوع من كل أشكال الغيرة والأخلاق والشرف ، وكما تطالعنا الأخبار أن تم قيام بالصلاة جماعة مع الرجال أو حتى أن تكون المرأة هي أمام الجماعة ، والأدهى من ذلك هو إنشاء مسجد في ألمانيا تكون فيه الصلاة والمرأة سافرة وحتى السماح لجماعة الشذوذ الجنسي من مجتمع الميم بالدخول وحتى الصلاة فيه.
وهذه الحوادث كلها هي التهيئة لنشر الرذيلة والفساد وتدمير المجتمعات الإسلامية من خلال إشاعة العلاقات المحرمة والشذو ذ الجنسي ، وبالتالي هدم المجتمعات الإسلامية والعربية بالذات ، وهذا هو أحد أهداف الماسونية وبالتالي قيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ، ومن أهم الأمثلة على هذا الأمر هو هناك نص قرار للأمم المتحدة فيه مصطلحات "الهوية والميول الجنسية"، والذي قدم تحت أسم ملمع وبراق وهو إرساء الديمقراطية في دول العالم الثالث والشرق الأوسط عن طريق أجراء الانتخابات وقد رفض من قبل العديد من الدول العربية والإسلامية ، حيث فيه الكثير من مصطلحات الهوية والميول الجنسية غير المتفق عليها والتي تتعارض مع فطرة الإنسان وشريعتنا السمحاء ليرد ذلك في نحورهم.
ومن هنا فأن تلك الحوادث المجرمة في الإساءة الى الدين الإسلامي الحنيف ليست بغربية عليهم لأنها نابعة من جذور متأصلة لدى المجتمع الأوربي والغربي والقائم على الحقد والكراهية تجاه الإسلام والمسلمين وكل من هو غريب عليهم ، وما قتل الشاب الجزائري (نائل)في فرنسا أخيراً إلا خير دليل على ذلك حيث تشير التقارير الأخيرة أن(80%)من الفرنسيين يعتبرون أن ضواحي باريس هم مناطق خطرة وفيها العنف والجريمة ، والتي هذه الضواحي هي خاصة بالمهاجرين ومنهم المسلمين ، والمفاجأة أن(70%)من الفرنسيين تؤيد ما تقوم به الحكومة من قمع لهذه الاحتجاجات والاضطرابات وبكل قوة وهذا ما أظهرته استطلاعات نشرت من قبل مؤسسات اعلامية كبرى وتم نشرها من قبل القنوات الفضائية.
ولو عدنا الى التاريخ والى الوراء لنجد ان الاستعمار الغربي قد قام بأفعال شنيعة يندى لها جبين الانسانية ، ومن بينها ما قام به الاستعمار الفرنسي في الجزائر بلد المليون الشهيد وحتى اغتصاب وسلب وتدمير في هذا البلد وحتى توجد اعترافات نشرها جنود فرنسيين أنهم قاموا بأجراء تجارب بيولوجية على الأسرى الجزائريين وما خفي كان أعظم...
ـ وحتى في سوريا ما قامت به من دك دمشق بالقنابل وبدون أي رحمة ، جاءت بعد العدوان الفرنسي على دمشق وتدمير الكثير من أحيائها بالطيران الحربي إبان الثورة السورية الكبرى ، حتى أنشد الشاعر أحمد شوقي هذه القصيدة في حق الفعل المجرم:
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ***وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ
مَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي***جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ
ونشر فيروس أيبولا في أفريقيا من قل(CIA )هذا باعتراف هذه الوكالة وحتى كورونا وكل ذلك هو محاربة الشعوب وتدميرها وبأقل التكاليف وايقاع اكبر الخسائر بهم... والقائمة تطول ولا تنتهي.
ومن هنا فكل من يتحدث عن أن المجتمع مجتمع ديمقراطي ورائد الى التسامح ‘ فاني اعتبره من الذين لا عقل لهم ولا فهم لأن الوقائع والأحداث تشير إلى غير ذلك.
وفي الختام لاحظنا أن تفاعل المسلمين مع قضاياهم ثورة ارتجالية لم تساندها مراكز القرار الرسمي في بلدانهم فازداد الخصوم جرأة وهجوم. ولأن القرآن والإسلام هو من يحرك تلك الشعوب ولأن ديننا هو محفوظ من قبل رب السموات العلى ومن نبيه الأكرم الطيبين الأطهار
ونرجع إلى الآية الكريمة التي فيها حكم الله وهي : (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )).
ولكن يبقى التساؤل المهم هل في هذه المرة نري رد من أصحاب القرار أو كالعادة الشعوب أسبق منهم وما مقاطعة منتجات فرنسا ببعيد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha