سعيد البدري ||
لا احد ينكر الدور المحوري والكبير في معالجة المعلومة الامنية و الاستخبارية بشكل صحيح ومدروس وتأثيرها في الاداء الامني خصوصا والعراق يشهد حالة من الاستقرار الامني النسبي الذي انعكس ايجابا على الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن الدبلوماسية فالزيارات الرئاسية والتواصل الدبلوماسي مع العراق بات اوثق بوصول عدد من الزعماء والوزراء والقادة الى بغداد ناهيك عن الفعاليات السياسية والاقتصادية والرياضية التي تتطلب تأمينا امنيا عالي المستوى نجحت الاجهزة الامنية العراقية فيه بشكل كبير يدعو للاشادة .
ان التحديات الامنية الكبيرة التي تعيشها البلاد لا ترتبط بمحاربة المجاميع الارهابية وملاحقتها فحسب بل تمتد لتشمل اخطارا اخرى قد لا تشكل تهديدا مباشرا لكنها بطبيعتها اكثر تعقيدا وتحتاج لعمل جبار وجهود واساليب غير تقليدية للتقليل من تأثيراتها على الامن القومي كرواج المخدرات وعمليات تهريب العملة والمنتجات النفطية وسرقة الاموال عبر الاحتيال والصفقات المريبة فضلا عن عمليات التخريب التي تستهدف ابراج الطاقة والسلوكيات الممنهجة التي تنفذها جماعات محلية مؤدلجة لافشال الفعاليات التي يستضيفها العراق و الاعمال الاحتيالية كممارسة الابتزاز وتهديد الشركات الاجنبية وتأثيرات ذلك على الامن والاستقرار والتعايش والسلم الاهلي واعمال اخرى كمطاردة الفاسدين والايقاع بهم والتحايل على القانون في المنافذ والموانئ وغيرها ..
ان هذه التحديات التي تستوجب التوقف عندها ومعالجتها معالجة جذرية يعني بسط سيطرة الدولة العراقية كما انها كانت وما زالت اسبابا تؤشر لضعف الدولة وتمنع من تقدمها في العديد من المجالات ولو اردنا تقييم المراحل السابقة فمن المؤكد ان ضعف بعض المفاصل الامنية وفساد بعض قياداتها وعدم كفاءتهم سيكون من اهم مسببات تدني التقييمات وهذه حقيقة مسكوت عنها سابقا لوجود مبررات موضوعية تشمل وجود التهديدات الارهابية و تحكم لعبة التوازن بالقرار الامني علما ان هناك طاقات امنية نهضت بشكل كبير وفاعل وتحملت المسؤولية وابرزت الدور الوطني الناصع الذي تؤديه لخدمة الوطن وبات اداؤها مضربا للامثال وشجاعة محمودة في زمن شح فيه الشجعان وبعيدا عن المسميات فالجميع عراقيين لكن هناك خصوصية للبعض ممن اثبتوا الجدارة وتقدموا الصفوف دفاعا عن الجبهة الداخلية ناهيك عن مواجهتهم لخطر داعش والارهاب بشكل عام والامر غير مرتبط بشخص بعينه بقدر ارتباطه بالطاقات الامنية التي عملت لسنوات طويلة وقدمت خدمات جليلة لاجل ان ينعم العراقيين بالامن والاستقرار والسلام ..
ان التغييرات الامنية لعدد من المفاصل الامنية ضرورة ملحة تفرضها الظروف الحالية وفي الوقت الذي نبارك فيه تسمية عدد من القادة الامنيين لشغل عدد من المفاصل والاجهزة الهامة نأمل ان لا يتحول هذا الملف للمزايدات لانه مرتبط بحياة الناس ومعايشهم كما نأمل ان يوضع اهل الاستحقاق من ذوي الخبرة والكفاءة في مواقعهم الحقيقية التي يستحقون سيما من عرف عنهم الايثار والتضحية فذلك اجدى واكثر نفعا للبلاد والعباد مثمنين كل الجهود المخلصة التي بذلت سابقا في مطاردة الارهاب والحد من افعال الجريمة والتخريب والعبث التي كانت تنتهجها جهات ارهابية وعصابات جريمة متمرسة لاقى بعضها حسابه العادل وسيلاقي غيرهم ذات الجزاء بوجود المخلصين المدافعين عن الوطن وأمنه ...
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha