قاسم الغراوي ||
كاتب وصحفي
الهوية الوطنية في كل أمّة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها، وتترجم روح الانتماء لدى أبنائها، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها، بل يستوي وجودها من عدمه، وهناك عناصر للهوية الوطنيّة لا بد من توفرها، وقد يختلف بعضها من أمّة لأخرى.
وأهم العناصر الموقع الجغرافي والاقتصاد والتاريخ والعلم الواحد والحقوق المشتركة والواجبات كل هذا يعطي زخماً وقيمة معنوية للهوية الوطنية تنعكس ايجاباّ على تماسك الشعب وتوجهاته وقيمه الوطنية التي تميزه عن باقي الشعوب وتفتخر فيها الحكومة من خلال ماترسخة من روح وقيم الوطنية .
للوعي بالهوية الوطنية والالتزام بها آثار تنعكس على الفرد والمجتمع والوطن بشكل عام، ولا سيّما متى قام المجتمع الوطني بواجباته خير قيام، فثمرات ذلك أكثر من أن تحصى، تتمثل قوة في النسيج الاجتماعي، تعجز عن اختراقه مكائد الطامعين وأهواء الفاسدين، ونهضة في العلم والمعرفة، في شتى المجالات، وقوة في الاقتصاد، واستغلال جيد للعقول المبدعة، وتطوير دائم وبناء للوطن، ولحوق بركب الحضارة، بل ريادة في مصاف الأمم، وهيبة للوطن والمواطن، إذا اعتز الكل بهويته الوطنية، فأحسن فهمها، وأجاد لغة التعبير عنها.
لم تكن الهوية الوطنية حاضرة خلال العقدين الماضيين بسبب التشظي الواضح في المواقف وغياب الروح الوطنية وفقدان الخطاب الوطني وتحديات داعش الارهابي والطائفة السياسية والمصالح الحزبية
كل هذه الأسباب اثرت على الهوية الوطنية للعراق ومع كون الأحزاب الماسكة للسلطة والمكونة للحكومة لم تركز في متبنياتها وخطاباتها على النهج الوطني والوئام الوطني الا ماندر لذا نعتقد اننا نحتاج لشخصيات تقف طويلا لتتفكر في عمق تاريخ العراق ونسيجه وتراثه وصبر وقوة شعبه ومحبته للحياة وايمانه بالوطن والتضحية من أجله كي تعزز هذه القيم الوطنية وتزرع بذور افكارا تنمو في عقول الاجيال الناشئة والقادمة من خلال القنوات والاعلام والبرامج الحكومية .
لازالت شخوص الإطار التنسيقي تلتقي في نقطة ونختلف في نقاط أخرى فهم يتحدون ويتوحدون حينما تتعرض العملية السياسية لاهتزازات وازمات تضعها على حافة الهاوية وابرزها داعش ، وتظاهرات تشرين ، ودخول المنطقة الخضراء .
هم يلتقون على الخطوط العامة ويختلفون على المصالح ويركنون إلى الاسترخاء بعد ان يستامنون من مايحيط بهم وقد اطمئنوا بوجود المدافعين عن العملية السياسية من أصحاب الكلمة والمفكرين والكتاب والمحللين الذين يتصدون ببسالة في كل ماواجه العراق من أزمات وتحديات كبرى لأنهم يؤمنون بالخطاب الوطني الموحد ويدافعون عن الهوية الوطنية من اجل وطن حر وشعب ينعم بالاستقرار.
يجب التركيز على القيم الوطنية والاجتماعية والاخلاقية والعدالة ومحاربة كل ماهو شاذ عن المجتمع والتركيز على سيادة الوطن وحريته والحفاظ على أمواله وامتلاك القرار السيادي المركزي للحكومة وتقويتها والوقوف إلى جانبها مادامت تسعى للتقدم والتطور والبناء ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha