ماجد الشويلي ||
2023/7/9
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
أولا :- ينبغي أن نلتفت الى أن إعلان مكتب رئيس الوزراء الصهيوني (النتن ياهو ) عن فقدان الجاسوسة الاسرائيلية (إليزابيث تسوركوف )في العراق؛ جاء عقب زيارة وفد من قادة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الى إيران ولقائهم بالامام الخامنئي(أعزه الله)،
الذي حثهم بدوره على ضرورة مواصلة نهج المقاومة ، وتنويع اساليبها على الصعيد الثقافي، والسياسي ،والاعلامي،
مع وجوب تخليص العراق من ربق الهيمنة الاقتصادية الأمريكية.
لذا فان الكشف عن فقدان الجاسوسة الاسرائيلية في هذا الوقت بالتحديد
يأتي في سياق العمل على تقويض نتائج ذلك اللقاء المهم ، وإرباك الساحة العراقية عبر الوقيعة بين أجنحة الاطار التنسيقي الرافضة لمنهج المقاومة والأخرى التي لازالت متمسكة به.
فضلا عن احراج الحكومة وعرقلة مسيرة الوفاء ببرنامجها الحكومي الذي يقتضي الانسجام بين الفرقاء السياسيين والتروي في عملية التعاطي مع الملفات الشائكة والحساسة.
ثانيا:- أيضا وفي سياق أهمية النظر لتوقيت الاعلان عن فقدان الجاسوسة (تسوركوف) بدا واضحا أن هذا الاعلان جاء في اليوم الذي تلا بيان الحكومة العراقية الذي استنكرت فيه بشدة قيام القوات الصهيونية باقتحام مخيم (جنين) وارتكابها مذبحة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
مايعني ان علينا أن نفهم بأن توقيت الاعلان عن فقدان الجاسوسة الاسرائيلية آنفة الذكر، هو موقف اسرائيلي رسمي تجاه العراق.
تسعى من خلاله الحكومة الصهيونية
لتحريض الادارة الأمريكية على تغيير تعاطيها مع حكومة الاطار، وهذا مايفسر لنا قيام السفارة الأمريكية بتفعيل منظومة (سيرام) الدفاعية بالذخيرة الحية، وكأنها قد أبدت استعدادها
الكامل للمواجهة مع فصائل المقاومة
التي اتهمتها اسرائيل بعملية الاختطاف.
ثالثا:- ان اختيار الاعلان عن اختفاء الجاسوسة الاسرائيلية حاملة الجنسية الروسية لاينفك عن محاولة الصهاينة ومن خلفهم أمريكا عرقلة التقارب العراقي الروسي.
فكلنا نتذكر زيارة وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف )على رأس وفد دبلماسي واقتصادي واستثماري رفيع المستوى ، والذي حظيت فيه بغداد بدعم روسي صريح لضرورة اعفائها من العقوبات الامريكية خاصة تلك المتعلقة بعلاقتها الاقتصادية والمالية مع ايران .
هذا ماجاء على لسان وزير الخارجية الروسي . وهو ما عزز المخاوف الأمريكية
من التحاق حكومة العراق (الاطارية)
بالثلاثي الروسي الايراني التركي. الذي على مايبدو انه يقترب من التحالف ويسعى لاقصاء الولايات المتحدة من المنطقة.
رابعا:- من الواضح ان نتنياهو كان بإمكانه الافصاح عن فقدان جاسوسته
قبل هذا الوقت ، خاصة وان مكتبه قد اشار الى انها فقدت قبل مدة وانقطع خبرها.
ثم لماذا علينا أن نصدق نبأ هذا الفاسق (النتن ياهو) ولانحتمل أنها كذبة وخدعة منه لتحقيق ما اشرنا اليه من مآرب شيطانية .
خامسا:- لا ننسى ان أمريكا قد اعلنت في السادس من حزيران الماضي أنها ستعمد لاغتيال قادة المقاومة في العراق ، لذا فمن المحتمل جدا أن يأتي الكشف عن فقدان الجاسوسة الاسرائيلية في سياق التحضير لهذه المهمة.
سادسا؛- إن اتهام الصهاينة لفصيل محدد من فصائل المقاومة في العراق
(كتائب حزب الله) له أبعاده الكثيرة،
فهو ينطوي على خشيتهم من قدرات ومقدرات هذا الفصيل في موازين المواجهة المحتملة ، وهو محاولة لعزله عن بقية الفصائل سواء قررت استهدافه لوحده أو استهداف فصيل آخر أو استهدافهم مجتمعين.
وهو ما يرجح لدينا قرب قيام الامريكان والصهاينة بعملية نوعية مشتركة قريبا.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha