عبد محمد حسين الصافي ||
· الصيف القائض وأميركا والغاز الأيراني..
قرأنا عن أنواع الأحتلالات في العالم عبر التأريخ، عرفنا إن هناك إحتلالاً عسكرياً أو إقتصادياً أو ثقافياً. لكننا لم نقرأ يوماً عن إحتلال كهربائي!
ويبدو إن هذا النوع الأخير هو الذي جربته أمريكا في العراق كأحتلال مضاف الى سلسلة إحتلالاتها الأخرى، وأعطته أولويةً وإهتماماً خاصاً كورقة ضغط للتلويح بها متى شاءت من أجل تحريك الشارع وإرباك الأوضاع وهزهة الحكومات اذا مافكرت الأخيرة بأنتزاع العراق من فكي الكماشة الأمريكية وإنتهاج الأستقلالية في إمتلاك القرار الوطني العراقي.
أيهم السامرائي أول وزير للكهرباء بعد الأحتلال الأمريكي، أمريكي من أصول عراقية، هو أول مَن قصّ شريط الفساد والأختلاس في قطاع الكهرباء. جرى ضبطه وإيداعه السجن، الا إن قوة عسكرية أميركية إقتحمت السجن وأخرجته وأعادته الى بلده أميركا.
شركة سيمنس الألمانية ممنوع التعاقد معها لأصلاح منظومة الكهرباء في العراق، بشهادة إدارة الشركة نفسها، والتعاقد معها على حساب جنرال موتورز الأمريكية، سبب كاف لتحريك الشارع على الحكومة وإسقاطها، وحكاية عادل عبد المهدي وتشرين ليست ببعيدة عن ذاكرة العراقيين.
والغاز الأيراني محظور تسديد مستحقاته بأمر أميركا، وأي خطوة بهذا الأتجاه لن تتم بدون إستعطاف أميركا والتوسل بها. وان قبلت فبالتقطير والمماطلة والتسويف.
وزارة الكهرباء تقول إنها أودعت مابذمتها من ديون لأيران في مصرف الآر.تي والأخير يقول إن أميركا لم تسمح له بتحويل مستحقات إيران، وإيران وبحسب وزير الكهرباء الأسبق لؤي الخطيب، قد طالبت العراق بأن يجد حلاً لتلك المعضلة التي سببت حرجاً لحكومتها مع الشعبين الأيراني والعراقي على حدٍ سواء، ولو بالتخلي عن إستيراد الغاز الأيراني، وإيجاد بديل غيره للأنتهاء من معمعةٍ صنعتها أميركا ولاتريد إنهائها.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha