سعيد البدري ||
في بلد تتقاطع به الارادات وتتشابك المواقف مثل العراق وتجري عمليات وفعاليات هدفها الاستثمار السياسي والشحن الجماهيري لأقصى درجة ( بيزنس سياسي ) ، فمن الخطير الخوض بموضوع يرتبط بالشخوص والاماكن والتوجهات والدفاع عن وجهة نظر مختلف عليها ، ويعود ذلك ببساطة لحالة التخندق و الاصطفاف وتجييش الانصار الذي تعمل بعض الجهات عليها قبل واثناء كل ممارسة انتخابية وهو سلوك مشروع في اصله لكنه يشتمل على الكثير من الاخطاء في تطبيقاته ،فحين يختفي البرنامج وتصبح الدعوات متشابهة ومحركها تسقيط الخصوم لغرض الفوز وقتها يمكن ان نحكم بتحقق الغاية وفشل الوصول الى الهدف ..
من هذه الاساليب هي الادعاء ولعل المؤكد ان الظلم بشع للغاية لكن الابشع على الاطلاق هو ادعاء المظلومية و تحويل الاكاذيب والمدعيات لواقع ، ولعل ذلك نابع من عقدة او مجموعة عقد يجري تبرير الاصرار عليها بأنه ضروري لتحقق الغايات ليقال ان التعاطي مع الامور بهذه الكيفية اساسه تحقيق المصلحة و لمنع التجاوزات و لحماية الجماعة او المجتمعات ومواصلة للتبرير غير المنطقي والمنصف يقال ان ذلك مباح في اطار صراع الجماعات ، بينما الحقيقة ان مثل هذه الممارسات ما كانت لتبتدع لولا تلك الرغبات المريضة التي تستهدف توسيع نفوذ زعامات تريد تأسيس وربما تأصيل فكرة تدعو لوجود ما يشبه محميات وكانتونات تابعة لها تستنير بهدى وفكر القائد الضرورة ، لتتعاطى وتتفاعل و لتجد في هذا السلوك الاستعراضي فرصة للظهور والتعبير عن عميق الانتماء ، فتستسيغ جيوشها التي تقود الرأي العام الاكاذيب والادعاءات والاوهام وتقوم بتفكيكها لتصنع منها قصص بطولة موهومة فتوحد عبرها الخطاب وترسم مسارا يمُكنها من التواجد ضمن خريطة التأثير بالقرار..
بعض من هذه الاساليب تم تسويقها بالفعل وحدثت وبشكل مخطط له او جرى التخطيط له للاستثمار بأحداث مصطنعة وقد جرى توجيهها وتوظيفها بأتجاهات قادت لنفس النتيجة التي اشرنا اليها أنفاً ، فبين مجموعة قوى متقاطعة المصالح متشابكة الاتجاهات قفزت للواجهة عدد من الوجوه السياسية التي كانت قبل ذلك تطمح للوصول وعمدت لصناعة مئات الاحداث وسوقت بعضها على انه حقيقة ،المخيف انه وحين يتم تلاقف تلك الاحداث المشوهة المزيفة من قبل المنتديات والصحف والفضائيات يصبح التدقيق وفهم الحقيقة واستخلاصها ضربا من ضروب العبث والبحث عن ابرة وسط جبل من القش ، وهنا يجب الانتباه وفهم ان دور الاعلام الحقيقي مغيب وكذلك دور من يبحثون عن الحقيقة وطريقهم اليها شاق ومضن للغاية ، وقد ينتهي لجدل لا يؤدي لشيء وربما تتولد من ذلك شبهة يصعب ردها ، ليغذيها الاعلام الاصفر وبضعة السن مريضة وقحة تدعي النبل والسمو وتستميت كذبا دفاعا عن حق ليس له اصل ولا وجود و يصدقها الجمهور بل ويتناقلها فيسقط من يسقط في خضم هذه الفوضى ..
نعم اننا على موعد مع موسم انتخابي ومعه ينطلق مارثون الاستثمار بالاحداث المصطنعة ليظهر لنا فرسان افاقين "حلالين مشاكل" سيحاولون التقرب للناس وادعاء وقوع الظلم وانهم سادة الحل وصناعه بل والمدافعين عن هذا الحق وحماته البررة وقد اعتدنا ان نعيش مع كل انتخابات يشتد فيها الصراع ولادة مدرسة جديدة تدعو للتعريض بالاخرين ، و يكتب بنهايتها اسم ( الشاطر ) الذي يدفع عن نفسه وفريقه الشبهات ، وقد لا يسعف بعضهم اي تعاطف لمن تقذفه الامواج بعيدا عن شاطئ الربح حين يدرج اسمه او كيانه في قوائم الاعلام المتصيد للعثرات بسبب هفوة غير مقصودة او جملة يساء توظيفها او حتى لقطة مسيئة يتم توجيهها و فبركتها بأحكام ، وقتها لا يمكن لهذا وغيره النجاة فسهام خطاب الكراهية و دعاة التهريج ستصيبه لا محالة ليحاول بعدها النفاذ بجلده وتجنب اكبر قدر من الضرر الذي قد يستمر معه طوال مسيرته السياسية وهذا ابشع ما يمكن تخيل وقوعه مع اي جهة او جماعة ترغب بالمنافسة والخوض بمعترك الوصول للسلطة في اي سباق انتخابي تشهده البلاد ..
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha