قاسم الغراوي ||
كاتب وصحفي
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش( إن العالم يجب أن يواجه "الضرر الدولي البالغ" الناجم عن تفشي الكراهية والأكاذيب عبر الفضاء الرقمي.)
وأضاف غوتيريش أثناء إطلاق موجز سياساتي حول سلامة المعلومات على المنصات الرقمية "إن أجراس الخطر التي تدق تحذيرا من الصورة الجديدة للذكاء الاصطناعي وهي الذكاء الاصطناعي التوليدي، تصم الآذان"
أن التحذيرات الأعلى صوتا اليوم يطلقها مصممو تلك التقنيات والذين وصفوا الذكاء الاصطناعي بأنه خطر وجودي يهدد البشرية يضاهي خطورة الحرب النووية.
فالتطور المتسارع للذكاء الاصطناعي التوليدي، يجب ألا يغيّب الضرر الذي سببته التقنيات الرقمية لذا المطلوب ضرورة التعامل بجدية مع تلك التحذيرات ، فميزة نشر الكراهية والأكاذيب عبر الفضاء الرقمي والتحكم في القيم الانسانية وتغيير المفاهيم يسبب خطرا جسيما الآن.
كذلك فإن تلك الاستخدامات بعيدا عن الضوابط والحرص على مااجتمعت عليه الانسانية تؤجج الصراع والموت والدمار الآن ، ويهدد الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ويضر بالصحة العامة والجهود المناخية .
ما جلبته المنصات الرقمية من فوائد ودعم للمجتمعات في أوقات الأزمات والصراع، وإعلاء لأصوات المهمشين ودعم لحشد الحركات العالمية من أجل العدالة العرقية والمساواة على أساس نوع الجنس تكاد لاتخلو من السلبية في تغيير منهج الإنسان القويم وفطرته التي فطرنا الله عليها .
إن هذه التكنولوجيا نفسها هي مصدر خوف لا أمل لغياب الضوابط التي تتحكم في القيم الاخلاقية والانسانية والدينية ولأنها أعطت مساحة بلا حدود لطرح حتى الاراء المتطرفة والتجاوز على الاديان والعقائد .
رغم ان العقل البشري هو المخترع لكل التقنيات التي تتحكم بوضوح وتتدخل في الكثير من استخدامات حياتنا الى إن المتوقع ان يتفوق العقل الاصطناعي على العقل البشري في رسم خيارات جديدة تتحكم في الإنسان وتغير المنهاج الحياتي وطرح قيم جديدة أو زراعة افكار تتنافى مع قيم الانسان الحقيقية التي اقرتها الكتب السماوية وباركها الله وحذر من بعضها .
أن مواجهة هذا التهديد الدولي الحاضر والجلي يتطلب عملا دوليا منسقا كي يكون الفضاء الرقمي أكثر أمناً وشمولا، ومن أجل حماية حقوق الإنسان.
بعض شركات التكنولوجيا بذلت القليل وتأخرت على صعيد منع منصاتها من المساهمة في نشر العنف والكراهية، بينما لجأت الحكومات في بعض الأحيان إلى إجراءات تعسفية بما فيها تطبيق أعمال حجب وحظر لشبكة الإنترنت، تفتقر إلى أي أسس قانونية وتنتهك حقوق الإنسان قد تكون مجبرة نتيجة للظروف التي تهدد أمن واستقرار البلدان الا انه بالنتيجة فانها تحمل في طياتها جوانب سلبية وايجابية.
لقد بات استخدام التكنلوجيا وتسخيرها في الذكاء الاصطناعي خطوة باتجاهين مختلفين فالأول الوصول إلى نتائج سريعة من خلال تسريع وتيرة هذه النتائج واما الثاني فهو تدمير قدرات الإنسان وشل تفكيرة كمن يستخدم عقلة في حساب جدول الضرب واخر يستخدم الحاسبة لاستخراج النتيجة.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha