منهل عبد الأمير المرشدي ||
إصبع ‘لى الجرح
نعلم تماما إنّا نكتب في زمن قّل به أعداد من تقرأ وتكاثر به أعداد من تجهل فضلا عن من يتجاهل او لا يروق له ما نكتب . ليس لنا إلا أن نقدم مشاعر الإحترام للجميع .
لمن يقرأ او لا يقرأ ولمن يعجبه ما نكتب او لا يعجبه فلسنا أفضل من نبي الله نوح عليه السلام الذي نادى في الحيوانات مرة واحدة فركبت بالسفينة من كل زوجين بينما قضى ٩٥٠ سنة من عمره ينادي ابناء قومه البشر فأبوا وعصوا واختاروا الكفر والغرق فسلامة الغريزة افضل من عقل مريض . لذلك ارى لزاما علينا ان ننصحنا وننصح زملاءنا وان نكتب ونراقب وننتقد بلا غضب او أسف ولا هم يحزنون .
لم يعد في الدنيا ثوابت او خطوط حمراء فكل شيء مباح مستباح في نظر من تعولموا او تتشرنوا او استثقفوا او تعلمنوا فالغاية أمست تبرر االوسيلة حتى ان كانت بين الأخ وأخيه او الإبن وأبيه والحبيب والحبيبة !!!.
في قول للإمام جعفر الصادق عليه السلام قال ثلاثة لا عذر لأحد فيها ، إداء الأمانة للبّر والفاجر ، والوفاء بالعهد للبر والفاجر ، وبر الوالدين بارين كانا ام فاجرين . لم يعد فينا شيئا من ذلك إلا النزر اليسير في ثلة من الأولين وقليل من الآخرين .
صار نكران الأمانة والسحت الحرام فهلوة وشطارة وإمتياز .أما خيانة العهد والكذب فمهارة وذكاء ودهاء وقوة شخصية . أما بّر الوالدين فقد أمسى شيئا قديما بل إن انهما رهنا للتقادم عند البعض اذا كبرا في العمر يمسوا قديمين .
كل شيء قد تغّير .. معالم الهيبة والوقار وألإحترام لم تعد من بديهيات الإستحقاق للأعلم والأعقل والأنفع والأصلح وألأكثرا ورعا وحكمة انما صارت مناطة بالأقوى وألأكثر سطوة وحمايات والأفسد ذمة والأسوأ اخلاقا والأكثر اموالا ولمن يتوافق مع المزاج . ليس بيننا فقط او في المجتمع العراقي فحسب بل حتى في المنظومة الدولية وكأنما الإنحطاط هو عالمي النشأة والدونية والظلم والرذيلة دولية الفطرة أممية الإقرار بلا جدال . نفاق يستشري وفساد يتأصل وظلم يتفرعن وجهل يتفشى . جائزة نوبل للسلام تمنح لأكبر ثلاث مجرمين في العالم مناحم بيجن مرتكب مجزرة دير ياسين .
شمعون بيريز مرتكب مذبحة قانا وسان سوتشي مرتكبة مذابح المسلمين الروهينغا . ما يستفزنا فعلا ويدعو للتعجب والإستغراب هو أقلمة الكل مع الكل !!
اللص والسارق والفاسد والمجرم والخائن والعميل جميعهم ابناء المجتمع وربما هم اركان السلطة او اصدقاء القضاة ومن باب الإصول والأخلاق والأتكيت واللياقة ان يحترموا ويصانوا مع حفظ الألقاب والمقامات ما بين القيادة والزعامة والفخامة والسيادة والمعالي والبقية الباقية.
على ذكر الساسة يقال إن حافلة انقلبت من الطريق على الجبل الى الوادي وكانت مخصصة لنقل الوزراء والنواب في رحلة سياحية . تأخرت الشرطة في الوصول لمكان الحادث لمدة يوم كامل فلما وصلوا وجدوا ان فلاحا قد دفن كل الركاب ..
قال الشرطي للفلاح.. هل تأكدت انهم جميعا ماتوا بالفعل ؟ ..
رد الفلاح .. بعضهم كان يصرخ ويقول انه حي ولكن من يصدق السياسيين يا سيدي ؟؟؟؟؟.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha