الشيخ محمد الربيعي ||
[ ان عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض ]
التاريخ الهجري أو التقويم القمري، وقد يُسمى أيضاً التقويم الإسلامي هو حساب للزمن يعتمد على دورة القمر لتحديد مبدأ الأشهر القمرية أو الأشهر العربية التي يعتمدها المسلمون لتحديد مناسباتهم الدينية، كالأعياد ومبدأ وقت الحج ومبدأ وقت الصيام وغيرها.
محل الشاهد :
كثرت الكلام ان الاول من شهر محرم الحرام يجب فيه الاحتفال و الابتهاج و تبادل التهاني و التبريكات بدعوى ان يناسب حدث هجرة النبي الخاتم محمد ( ص ) ، والعجيب ان الامر ساري بكل انسيابية وشفافية و مقبولية وكانه امرا واقعا و ومحتوم .
والحقيقة الثابته :
ان يوم الاول من محرم الحرام لا علاقة له بحادثة هجرة الخاتم النبي محمد ( ص ) ، لامن قريب ولا من بعيد ، وان هجرت النبي الخاتم محمد ( ص ) ، بعد تحقيق والتدقيق ، وهذا رأي جملة من المحققين كانت في ربيع الاول وان النبي الخاتم محمد ( ص ) اول من أرخ بالهجرة ، وكان ذلك منذ وصوله ( ص ) ، الى المدينة المنورة اي في ربيع الاول .
وانما بعد النبي و برأي نراه سياسي له ابعاد كثيرة جعلت السنة القمرية تبدأ في الاول من محرم الحرام ، وهذا لا علاقة كما قلنا بالهجرة الرسول الخاتم محمد ( ص ) .
وعلى ذلك يكون الاول من محرم عبارة عن السنة القمرية كما أرادوا و ان المعتقد الذي نراه صحيح ان وراء ذلك هم الأمويين ، و الغاية منه عدم جعل قدسية الحزن لشهر محرم الحرام ، وابعاد الناس عن ذكر مصاب الامام الحسين ( ع ) ،واهل البيته الكرام .
ولذلك نرى انهم عمدوا الى الاكثر من ذلك عندما حرفوا الاحاديث وجعلوا من الاول من محرم الصيام والبهجة و كذبوا و نسبوا أفعالا الأنبياء فيه ، وكل ذلك في سبيل ابعاد الناس عن مصيبة ابي عبد الله الحسين ( ع ) .
اضف هناك اراء اخرى ولكن نستبعدها ان اليوم الاول لسنة هو شهر رمضان لماورد فيه من المدح والدليل وبعضهم قال ان اليوم الاول لسنة هو لليلة القدر ، ولما جاء فيها من الفضل ايضا ، ولكننا نعتمد براي والله العالم المبدأ الاول وهو ان بداية السنة الهجرية هو الاول من ربيع الاول وهو يوم هجرة النبي الخاتم محمد ( ص ) .
وعلى هذا الاساس ممكن يكون عندنا تقسيم السنة الى اربعة تقسيمات : بحسب الراي و اختلافه ، بأن تكون السنة بهذا التقسيم :
السنة القمرية: وهي التي تبدأ بالمحرم ـ كما في التقاويم الشائعة ـ كما أنّها هي (السنة العربية) المستعملة في تواريخ الأيام ومهام الأنام .
السنة الهجرية: وهي التي تبدأ من شهر ربيع الأول وهو أول الهجرة ، وأنها هي المتعيّنة من قِبَل النبي ( ص ) ، وهي التي عيّنها أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع ) بعده.
السنة العبادية: وهي التي تبدأ من أول شهر رمضان .
السنة التقديريّة: وهي التي تبدأمن ليلة القدر؛ لتعيين وتقدير ما للخلق من أرزاق وأعمار .
ولكل راي كان له دليله ، ولكن كما قلنا ممكن التسمية كما في التقسيمات المشار لها سلفا ، او الذهاب بالقيد المشدد وهو ان اول يوم لسنة ان كانت بالهجرة فيكون الاول من ربيع الاول وليس هو الاول من محرم
والعبرة التي نريد تسجيلها في نهاية كلامنا :
أن تقبل سنة جديدة معناه أن هناك حركية إنسانية جديدة، ومستقبلاً جديداً لا بدّ أن يُصنع، ونحن نلاحظ أن المصارف في رأس السنة تكون في حالة طوارئ لتحسب حسابات الربح والخسارة، فهل الربح والخسارة في الأموال فقط ؟ نحن كمسلمين أرباحنا هي الحسنات التي تقربنا إلى الله، وخسائرنا هي السيئات التي تبعدنا عن الله في يوم القيامة.. فمسألة الخسارة والربح عندنا هي ما نقدم من عمل، عندما ينقضي تاريخ، ويأتي تاريخ المفروض أن نبحث عمّا استطعنا أن نكوّنه من رصيد في ما مضى من التاريخ من الحسنات ومن السيئات.. لا بدّ أن نذكر الموقف أمام الله عندما يأتي النداء: [ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ]، ويقول الله تعالى: [ لِّلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ]
نسال الله حفظ الاسلام والمسلمين ونصر الدين واهل الدين امين رب العالمين
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha