قاسم سلمان العبودي ||
ليس غريباً أن يتم استهداف الدين الاسلامي من قبل المبغضين على مر التأريخ ، لكن الغريب في الأمر هو التوقيت الذي بدا به الاستهداف . فهناك مشتركات زمانية ربما فرضت على الحكومة السويديه لتجعل من أرض السويد منطلقاً للإساءة للاسلام وقرآنه . نرى أن هناك بصيص نجاح قد بانت ملامحهُ لدى حكومة السيد محمد شياع السوداني ، وخصوصاً بعد القرار العراقي الجريء الذي أتخذه رئيس الوزراء بخصوص تسديد مستحقات الجانب الايراني من الغاز المباع الى العراق رغماً عن أنف الولايات المتحدة التي تفرض حصاراً احادي الجانب على الجمهورية الاسلامية .
نعتقد بأن التفاهم الكبير بين الجانبين العراقي والايراني قد أغاض السفارة ودميتها القبيحة ، فضلاً عن الأدوات الامريكية في العراق ، لذلك ابتدعوا سيناريو الاساءة المتعمدة للقرآن الكريم ، وللرموز الأخرى مثل صور السيد الخامنئي ، والعلم العراقي ، فضلاً عن صورة السيد مقتدى الصدر في محاولة من الغرب لإشعال فتيل أزمة سياسية مخططًا لها بعناية كبيرة ، وقد تبدوا هذه الاستفزازات مقدمة لشيء أكبر يتم إعداده في الخفاء .
ملامح نهوض العراق قد أصطدم بالمصالح الامريكية التي عبرت المحيطات من اجله ودفعت الغالي والنفيس من أجل الاستحواذ على مقدرات العراق . وليس ببعيد تجربة السيد عادل عبد المهدي الذي اراد نهضة شاملة للعراق الذي يرزح تحت نير الاحتلال الامريكي ، والذي أغاض الولايات المتحدة كثيراً مما دفع بالجانب الاميركي لزج ما يسمى بثوار تشرين في أكبر منازلة شعبية مدفوعة الثمن مع الحكومة العراقية منذ سقوط البعث الى يومنا هذا ، والذي دفع فيه العراق ضريبة كبرى واسقاطات اكبر بسبب ذلك . لذا نرى هناك تناغم بين حرق القرآن الكريم وبين نجاح الحكومة العراقية بتقاربها مع إيران ، فضلاً عن لجم السفارة الاميركية وإرغامها على كسر الحصار الجائر المفروض على الجمهورية الاسلامية .
السؤال المهم في هذا الاستهداف ، ما الذي تجنيه حكومة السويد من تلك الاستفزازات التي كان نتيجتها اليوم طرد السفيرة السويديه من بغداد ؟
نعتقد بأن صفقة سياسية قد أبرمت بين حكومة الولايات المتحدة الاميركية ، وبين حكومة المملكة السويدية من اجل التخطيط لمشروع قادم في العراق يترتب عليه فوضى عارمة قد تضرب العراق لإجهاض النجاح الذي أحرزه الإطار التنسيقي عبر حكومة السوداني والذي تقاطع مع ما يريده الأحتلال الامريكي . مسالة حرق المصحف الشريف لا يشكل إي حرج للحكومات العربية التي تدعي الاسلام ، والتي أعطت الضمانات للجانب الامريكي بعدم التدخل في حال قام نفر هنا وهناك باستفزاز تعتبره تلك الدول أستفزاز جانبي .
لذلك ترى الولايات المتحدة إن رد الفعل الحقيقي إزاء حرق القران الكريم يصدر من بغداد وطهران بنسق واحد ، كون هذين البلدين لديهما مشتركات كبرى أولها وأهمها الاندكاك في خندق المقاومة الرافض للاحتلال الاجنبي للدول الإسلامية والعربية . لذلك نعتقد بان الاستهداف موجه صوب هذين البلدين كي يرى العالم باكمله ردود الأفعال الرافضة لسياسة الاستفزاز العقائدي والتي يتم توضيفها امريكياً لتبرير هيمنتها على العراق من جهة ، ومن جهة ثانية تبرر للعالم أهمية الحصار المفروض على الشعب الايراني بإعتبار ان إيران تشكل خطراً كبيراً على مصالح ألأمن القومي للولايات المتحدة الاميركية . نرى بأن رص الصف الوطني يعتبر اليوم ضرورة قصوى لتفويت القادم من المخططات الامريكية بحق الشعبين الشقيقين العراقي والايراني ، وما حرق المصحف الكريم ألا رسالة من الاستكبار العالمي بأن فوضى قادمة قد تربك الوضع المستقر نسبياً في العراق … لذا نعتقد أنها رُسل القوم إلينا .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha