هشام عبد القادر ||
نور سموات العقل سدرة المنتهى ونور الارض في كعبة الإنسان بجوهر قلبه ..زجاجة كإنها كوكب القمر الدري الذي يعكس نور الشمس العقل الكلي.. إذ قلبه ناموس يوقد من الشجرة المباركة الثابته في القلب السليم وفرعها بسدرة منتهى العقل الآول .. يكاد نورها يضئ بالعلم اللدني ..نور على نور في هذا القلب الطيب اصل الشجرة الثابته في جوهر القلب السليم ..والتي تصعد نحو سموات العقل باغصان وثمار علم طيب.. تؤتي آكلها كل حين ...قد نشبه القلب بكوكب دري وهو القمر وايضا هو الآرض...الطيبة....وما يهمنا هو القلب اصل الشجرة الطيبة التي فرعها بسموات العقل...وروح الشجرة هي فاتحة الوجود ..فكيف لنا أن نغرس الشجرة المباركة في قلوبنا ..ونتعلق بنورها ونهتدي بها دون أن نسقط.. ونآكل من ثمار علمها...أن العقل والقلب والروح هي الشجرة المباركة ..وجذر الشجرة في القلب ..وفرعها في سموات العقل...
ثمارها الشمس في العقل ..ومرآة النفس القمر...وكعبة الإنسان محل غرس شجرة المودة ..وعدو هذه الشجرة النفس الآمارة بالسوء إنها نار سلبية وليست كنور الشمس المضيئة بوحي العلم ..وهذا القلب هو المسجد الآول.. كيف يتم تطهيره من الآصنام لابد من يد يمين مباركة تضرب الآصنام وتحطمها وتبقى شجرة المحبة في هذا القلب تستمد الطاقة وتتغذى بالآربعة العناصر الضوء والهواء والماء والتراب الطينة الطيبة...
ولعل الماء روح حياة الشجرة علم صافي ينبع من اثناعشر عينا.. صافية.. نضربها بيمين وعصا الولاية ..في آنفسنا لنصل لجوهر وروح وسدرة منتهى الشجرة...إننا لا نستغني عن الآربعة العناصر فهيا اركان كعبة قلوبنا...وايضا هي مسجد قلوبنا ومنها معراجنا لنور العقل...ونقول العقل والروح والقلب جوهر النفس الملهمة والمطمئنة والبصيرة شجرة واحدة لا تنفصل احدها عن الآخر لإن الإنفصال جنون....
لقد آنسنا نور في هذا القلب واقتربنا من شجرة طوبى وخلعنا نعلي الهواء والآصنام ..وكسرنا هذا الحجاب ..
لنستمع من القلب منادي ينادي للحق لنعرف من هو واجد هذه الشجرة المباركة...لن نراه بأعيننا لإننا لا نحتمل النور...لكن نتمسك بهذه الشجرة المباركة ..فهي حياتنا الآبدية.. ونبتعد كثير من نعلي الهواء وندخل الوادي المقدس طوى السموات والارض طي السجل بهذا القلب المبين المكنون الذي في كل القلوب ...نجد الفطرة الإنسانية تهتدي تلقائيا ...بالتقوى زاد لهذا العلم.. وتلقي الوحي ..والإلهام...ونتجنب وسوسة النفس الآمارة بالسوء لإنها تحجب عنا هذا النور ...والخير والثمار ..في شجرة وجودنا...كل إنسان لديه قبسات الشجرة المباركة.. ولديه عدوا النفس الأمارة الشجرة الخبيثة ..
إذا نحن كون مصغر للكون...
وليتنا نثبت على الولاية للشجرة المباركة لإنها الشجرة الكلية لكل البشر لا شك فيها أبدا وبدون بحث عن التفسيرات والتأويلات ..الشجرة المباركة اصلها فاتحة الكتاب وهي آم الكتاب.. التي في القلب لإن القلب لوح محفوظ والقلم هو العقل الكلي والروح هي الحبر والمداد ..والشجرة روحها هي الفاتحة ..وهي الخاتمة..
وسيد الوجود آصلها ومنتهاها وروحه التي بين جنبيه سدرتها ووصيه. القلب السليم ..الذي انغرست في هذا القلب.. ونحن ندور حول فلكها ..وثمارها واغصانها وبصرها هما القمرين الزاهرين والنجمين النيرين.. هم آصل واحد اي شجرة واحدة لا تنقطع نورها وعلمها...نجني ثمار علمها بكل وقت وحين ونستضئ بنورها ونتمنى أن نكون متعلقين بأوراقها ..
أي نستمد منها ونستحضرها في آنفسنا لإنها فينا وتحتاج تحديث ونستنطقها لتنطق فينا...
وهذه القراءة لم اقرأ بأي كتاب ..ولكن بكتاب قلوبنا نقول العقل محمد طه الطهر والهداية والقلب علي الباب والفطرة والروح فاطمة روح الجذب والعينين الحسنين نستبصر ونحب رؤية الحقيقة والإمام الحسين اسرع السفن للوصول للحقيقة ..واثناعشر عين تنفجر في قلوبنا عيون العلم تنبع من جود شمس العقل واحسان طينة القلب ..وتفضل ماء الروح الصافي.. لتهدينا لكوكب دري ...بقية الحق.. التي ننتظر الآمل بإن نكون به من الصالحين اي انفسنا مطمئنة وتسقطـ دولة النفس الأمارة بالسوء..
ونحضر دولة السلام التي تعم كل وجودنا.. وتشرق به وجودنا بالظاهر والباطن...ليملئ انفسنا عين الحياة الخالدة بالسلام ..وندخل دار السلام آمنين..
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha