سامي التميمي ||
البعض يقرأ التاريخ ، بمايحلوا له ، والبعض يقرأ شئ من التاريخ ، وهذا طبيعي لايستطيع أحد منا ، أن يقرأ التاريخ كله للصعوبة ، أو هذا ماتيسر له وماكان متواجد أمامه .
التاريخ كلنا نعرفه كتب بأيادي ورغبة وأجندات الحكام من السابقين واللاحقين ، وكلنا يعرف ماهو مدى وجسامة التحريف والتزوير والتلفيق .
ولكن مايهمنا وضرورة أن نأخذ العبر منه بعضنا ، هو في قرائتنا ( قصص الأنبياء في القرآن) . وتلك الحقائق يذكرنا بها الله جل جلاله .
ولذلك أصبح يقيناً لدينا بأن الحكام أكثرهم كانوا مارقين ظلمة متجبرين عاثوا في الأرض فساداً وهذا طبيعي بسبب الطمع والجشع وحب السلطة .
وهذا كله زائل عاجلاً أم أجلاً ويبقى الله بثبات ملكه واستمرار حكمه، وربنا جل جلاله يذكرنا بقوله ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ).
من المعيب والمخزي أن نمجد ونقدس الحكام مهما كانوا ، ويجب أن يكون حبنا وغيرتنا وولائنا للوطن وأهله دائما ً ، فالحاكم وحكمه زائل لامحالة .
عندما تقرأ التاريخ القديم والحديث تجد هناك الكثير ممن يمجدون بالحكام ويتغنون ببطولاتهم الزائفة والقمعية ، ولكن هؤلاء الحكام بنظر الشعوب هم خونة وسراق وظلمة وفاسدين .
فتجد هناك أناس يمجدون بفرعون وهارون ومعاوية ويزيد بن معاوية وأبو جعفر المنصور والمعتصم والمأمون وصلاح الدين الأيوبي والحجاج وهتلر ونابليون وصدام ومعمر القذافي وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح وغيرهم الكثير . ويعتبروهم قادة أسطوريون ولم ينجب التاريخ غيرهم .
وهذا بسبب قرائتهم للتاريخ من وجهة نظر الحكام وزبانيتهم وأزلامهم ، أما من وجهة نظر الشعوب المحرومة والمظلومة . فالموضوع مختلف تماماً .
فمثلاً التاريخ الحقيقي وغير المزيف والموجود في جميع المكتبات الأهلية والعامة في العالم ، والتي ليس هناك سلطة عليها ويد فيها .
تتحدث لنا وبصراحة وبتجرد ماذا فعل صلاح الدين الأيوبي بالدولة الفاطمية وأهل مصر .
600 ألف أنسان قتلهم من أجل حكمه وطمعه وجشعه وهوسه في الحروب ، وكذلك الحجاج قتل 400 ألف أنسان من العراق لهوسه وطمعه وجشعه وأستئثاره بالسلطة ، وكذلك الحال بالحكام الأمويين والعباسيين والعثمانيين والغربيون (نابليون وهتلر ) وغيرهم .
أما عن تغيير وطمس هوية المدن والقرى والمعالم ، فحدث ولاحرج ، فهناك مدن وقرى أبيدت بالكامل هي وأهلها ، هناك موالين ومحبين لأهل البيت ع ، فرقوا النساء عن الرجال وقتلوا الرجال وحتى الأطفال من الأولاد .
قبر الأمام علي ع ، حاولوا تغيير معالمه ومحوه وأغراقه ، قبر الأمام الحسين وأخوه العباس عليهما السلام ، حاولوا مراراً وتكراراً ، طمس معالمه وتغيير أثاره وأغراقه بالكامل ، بل أقسى من ذلك ، كانوا يقطعون أرجل وأيادي ويفقعوا عيون الزائرين الذين كانوا يزورون خلسة خوفاً من بطش الحكام وجلاوزتهم ، وهؤلاء الزوار والمحبين كانوا يأتون من مدن وقرى بعيدة عن كربلاء ويتخفون في طرق نيسمية وبين البساتين والجبال والوديان ، حتى لايقعون بين أيدي الظلمة السفاحين .
وأكيد يعرف غسان العطية ماذا فعل صدام بالشيعة والأكراد والسنة المعارضين والمسيح والشبك والأكراد الفيلية ، تلك حوادث قريبة وأهلها موجودون وقد وثقوا الجرائم صوت وصورة ، في مواقع كثيرة ومنها التواصل الأجتماعي واليوتيوب وغيرها مليئة بالمشاهد المؤلمة .
فأرجو من غسان العطية ، أن يقوم بزيارة لعوائل الضحايا من الأكراد والشيعة والأكراد الفيلية والأحرار المعارضين من السنة ومنهم من أقرباء صدام . والمسيح والشبك والأيزيدية ، فسيجد ملايين من الملفات والحقائق المغيبة والمصادرة الى يومنا هذا .
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha