هشام عبد القادر ||
مدرسة كربلاء مدرسة واسعة فيها كثير من العبر والحكم والدروس ومنهج متكامل بأعلى مراتب اليقين..
فمراتب اليقين..ثلاثه..
علم اليقين...وعين اليقين وحق اليقين..
علم اليقين ..يعلم الإمام الحسين عليه السلام إنه الفرد الإمام للعالمين وسيقتل ومن معه من اولاده وصحبه في كربلاء المقدسة.. فذهب عن علم.. ليضحي بنفسه وروحه واهله وماله وولده.. لآجل يصل بالعالم لمدرسة الثقة واليقين إن الإسلام حق يجب التضحيه من آجل الحق..
عين اليقين...لقد شاهد بعينه الآف من العسكر تحيط به وبالخيام وتم حصاره وحصار جميع آهله وصحبه ..
حق اليقين لقد تصدى للسيوف والرماح والعطش ولم يتراجع عن خطوات المسير ..وواثق بما هو آتي من تأويل دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم...
هذه المدرسة العظيمة هي تربية للقلوب ..لأفئدة من الناس...تهوي إلى ذبيح الله الذي فداء الإسلام بالحقيقة بحق اليقين فنال الحديث العظيم عن لسان النبي العظيم محمد صلواة الله عليه وآله حسين مني وأنا من حسين..
حسين مني اي من بضعتي ومدرسة النبوة ومنهجه وهجرته وأنا من حسين اي الذبيح الذى فداء جده إسماعيل عليه السلام فاستحق الدعاء من سيدنا إبراهيم عليه السلام فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم.. فاكثر الأفئدة تهوي إلى ذبيح الله الإمام الحسين عليه السلام وتهوي إلى الشجرة النبوية المحمدية و الأئمة من الشجرة النبوية ولكن اكثر التجلي بذبيح الله الإمام الحسين عليه السلام...
ومن مدرسة كربلاء تعرف العالم مكانة الصبر ومكانة النفس المطمئنة التي تواجه النفس الأمارة ..والفناء بكمال النفس من آجل مرضاة خالق الوجود.. وتقف ضد النفس الأمارة بالسوء...
فهذه المواجهة تمهد لبناء دولة قادمة للنفس المطمئنة الملهمة البصيرة. الزكية.. وتصلح النفوس ويرث الأرض عباد الله الصالحين...وحينها بيوم معلوم تسقط النفس الأمارة بالسوء ..فلا تنفع بذالك اليوم نفس لم تؤمن من قبل لإنه بهذا اليوم يوم الفتح للنفس المطمئنة ولا يكون للنفس الأمارة بالسوء قرار ..تسقط دولة الشر دولة إبليس وحزبه جنده واعوانه اي الشجرة الخبيثة تسقط ..وتقوم دولة الحق دولة النفس المطمئنة الشجرة النبوية التي يهدي إليها الله من يشاء نور على نور يهدي الله إليها من يشاء أي من يشاء بسعيه لمعرفة نفسه .. وتشرق الارض بنور كمال النفس والقلب السليم ..والعقل ..
حينها تسخر السموات والأرض لهذا الكمال...العظيم...ويكون الحاكم والخليفة هو واحد ..دولة واحدة...وللعلم ..الممهد الاول لهذه الدولة هي كربلاء الإمام الحسين عليه السلام.. وارض كربلاء حصل فيها الفناء للروح والعقل والقلب في المحبة.. لم يبقى فيها إلا الصبر الزينبي ..وعليل كربلاء الإمام علي السجاد عليه السلام.. من هذه المدرسة نتعلم إن النساء والضعفاء في الآجساد الذين لم تلاحظ قوتهم عيون الماكرين السر فيهم هم ممهدين
ولا ننسى ..أن الطبقات والفئات فنيت في كربلاء من شيوخ كبار واطفال رضع والغني والفقير ..والقوي والضعيف والحر والعبد الذي تحرر والابيض والاسود والعازب والمتزوج هذه رسالة تكليفية لكل الطبقات أن تقف بجانب الحق ضد الباطل ...والحمية والغيرة للدفاع عن النساء حق واجب كما دافع عنهن الإمام الحسين عليه السلام..
لإنه يعلم لإن كمال الرسالة تنبع من هذه النساء..كما اوحت السيدة زينب عليها السلام بخطبتها فو الله لن تمحو ذكرنا فذكرهم لم يمحى ولن تميت وحينا فهذا الوحي في كل زمن يتكرر.
كربلاء المقدسة جسدة سفينة نوح عليه السلام حملت كل الطبقات والفئات..
وجسدة هجرة سيد الوجود محمد صلواة الله عليه وآله فكانت هجرة الإمام الحسين عليه السلام إلى الله بالفناء.. والمؤاخاة كانت بينه وبين ابي الفضل العباس عليه السلام ..
نعم هجرة النبي الكريم كان بعدها فتح مكة وجمعت انصار لآجل هذا الفتح العظيم فتح مكة ولكن هجرة الإمام الحسين عليه السلام كان للفناء ومن هذه الهجرة والتضحية تجمع انصار للفتح العظيم لقدوم دولة الحق الموعودة..
فجسدة هذه الهجرة الفناء من آجل رسالة الإسلام تثبت للعالم إن الرسالة حق لم تأتي لثبيت ملك دنيوي إنما رسالة سماوية تهدي إلى الحق والحقيقة...وتثبت أن الشجرة النبوية الطيبة آصلها ثابت في قلوب المؤمنين وفرعها في سماء عقولهم...
وتهدي لدولة الوعد الإلهي يتحقق وعد الله الذي وعد الملائكة إني أعلم ما لا تعلمون أي سيأتي دولة يأفل إبليس واعوانه والشجرة الخبيثة وتبقى الشجرة الطيبة دولة الحق حينها ..تعرف الملائكة أن المنهج الذي تم إنزاله في الشجرة الطيبة النبوية منهج ..يدعوا لمعرفة الإنسان لنفسه عبر مراحل التاريخ ...حتى يصل لمعرفة النفس المطمئنة والروح.. ليتم معرفة الله..
فاتحة الوجود هي الروح وخاتمتها ايضا هي الروح التي رجعت إلى ربها راضية مرضية...
وفاطمة الزهراء عليها السلام يرضى الله لرضاها.. ويغضب لغضبها هي أم ابيها وهي أم الكتاب وهي فاتحة الوجود روح الأرواح وخاتمة الوجود إليها تعود الأرواح...وهي نفس رسول الله وروحه التي بين جنبيه وقلبه الذي نزل فيه القرآن الكريم ..لذالك هي من ستنادي بدم المقتول بكربلاء يوم المنادي...
يوم يسمعون الصيحة بالحق ذالك يوم الخروج..
يرونه بعيدا ونراه قريبا..
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha