عندما ندقق في كلمات الإمام الحسين عليه السلام التي أطلقها في طريقه الى أرض الشهادة والإباء كربلاء ، حيث قال لم أخرج أشراً ولا بطرا ولا مفسدا ولكن خرجت من أجل الإصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه واله لأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي رسول الله صلى الله عليه واله وأبي علي بن أبي طالب عليه السلام ، أي خروجه من أجل الإصلاح وهذا الإصلاح يترجم على أرض الواقع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمن يريد نصرة الإمام الحسين عليه السلام والسير على طريقه عليه ان يحقق الأهداف التي من أجلها ثار سيد الشهداء عليه السلام ، وأول هدف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا المبدأ الذي يؤسس الى بناء مجتمعا متراصا وقويا لا تنتشر فيه الرذيلة لأن صمام هذا المجتمع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد ألزمنا أنفسنا بنداء لبيك يا حسين كل عام ايام وليالي شهر محرم وصفر بالإضافة الى باقي ايام وليالي السنة ، لبيك يا حسين على ماذا إذا كان هدف الحسين عليه السلام لا نعمل على تحقيقه ولا نعمل به بل مجرد كلمات ننطقها تخرج من ألسنتنا ولا تمر من خلال قلوبنا أو عقولنا ، فإذا كنا فعلا شيعة أمير المؤمنين عليه السلام والموالين للإمام الحسين عليه السلام ونتعزى بعزائه ونواسيه على مصابه ونرغب في الاستشهاد بين يديه عليه السلام ، فمظهر هذه الكلمات هو تحقيق أهداف الإمام الحسين عليه السلام التي أراد تحقيقها من خلال ثورته على الواقع الفاسد ، فتحقيق أهدافه عليه السلام أهم مصداق المشاركة والإقتداء به عليه السلام فعندها لبيك يا حسين تقال من قلوب صادقة التي تقف خلفها العقول الناضجة ، ونصبح من ضمن ممن نصر الحسين عليه السلام لان اصحابه كانوا يدعمونه على تحقيق أهداف ثورته المحمدية العلوية ، فإحياء عاشوراء من كل عام يجب أن ينتج عنه نشر مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يعيش المجتمع الموالي في أجواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويطبقه في مواضع الخير فيدعمه ويأمر به وينشره حتى يعيش المجتمع بسعاد في الدارين و يرفض المنكر ويبعد المجتمع عنه حتى يبتعد المجتمع عن الرذيلة التي تسحبه الى تعاسة الدنيا وحر النار في الآخرة ، وأول معروف يجب ان نأمر به وننشره هو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فولايتهم رأس المعروف وقلبه لأن الولاية المحور التي تدور حوله جميع الأحكام الشرعية فبدونها ليس هناك دين يرضى الله ان نتعبد به اليه حيث يقول سبحانه وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ، لأن عاشوراء الإصلاح فكيف يكون الإصلاح والمجتمع لا يعرف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن هذا المبدأ يمثل القاعدة التي يعتمد عليها الإصلاح ولا يمكن للإصلاح أن يتحقق إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالنتاج الحتمي الملازم لإحياء عاشوراء هو انتشار مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم انتشار هذا المبدأ في المجتمع علينا أن نفكر ونفكر و نفكر بحقيقة إحيائنا لمراسيم عاشوراء وحقيقة ترديدنا لعبارة لبيك يا حسين ؟؟؟؟.
خضير العواد
https://telegram.me/buratha