محمود الهاشمي ||
كنت امس في حاجة لزيارة احدى القنصليات في بغداد ،ورغم اني املك العنوان مكتوبا الا انني بقيت ادور في ذات المكان لمدة نصف ساعة .
لم يبق صاحب محل تجاري ومنزلي ومطعم الا وسالته .
بالطبع لم اسال عن القنصلية انما عن اسم محل عند نهاية الشارع الذي يقود للقنصلية
فلم اجد للمحل اسما تبين فيما بعد ان هذا المحل مغلق ومرفوعة عنه اللوحة .
معظم الذين سالناهم (عمال بنگلادش )
اما العراقيون فيهزون رؤوسهم بالجهل
للمكان ولم تكن عملية الوصول للمكان بسهولة ،فحتى اللوحة موضوعة بالداخل .
اقول ان اخفاء مكان الدوائر بشكل عام ماعاد مقبولا مادام موقعها موجود على (الجي بي اس)فان اراد احد بها شرا فيمكنه الوصول لها بسهولة واذا كان عامل البنگلادش يعرف موقعها فيبدو اخفاؤها فقط على الشعب العراقي .
مجرد ان تقترب من دائرة رسمية تجد الاسئلة تترى من قبل المراجعين للبحث عن موقعها واذا بك تضيع وقتك والدائرة تختفي
بين الازقة .
اصحاب المحال القريبون من الدوائر ملوا من كثرة اسئلة المراحعين وحين تصل للدائرة تجد عليها لوحة عمرها ثلاثين سنة واكثر سقطت منها بعض الحروف ،فيما الدائرة من الداخل دون ادنى اشارات دلالة لهذا القسم اوذاك ،ولابد ان تسأل الذاهب والايب ليهديك .اما اذا وجدت ورقة او قطعة كارتون لتشير الى القسم فالله اعلم من الذي خطها بهذا الشكل حيث كل حرف يفر من اخيه !
دوائرنا بائسة جدا يتكدس فيها الموظفون بعضهم فوق بعض وليس فيها اي وسيلة تنم عن حضارة وتطور وشبه غياب للمصاعد الكهربائية اما هناك دوائر فمنذ ولدت رايتها في مبانِ اشبه بالطواريء.
الحمد لله البلد بات فيه امان ولابد لكل دائرة من لوحات دلالة تشير الى المكان
توضع عند نهايات الشوارع على الاقل ثم
لماذا الدوائر في داخل الاحياء السكنية والازقة ؟يصعب جدا ان تجد مكانا لعجلتك واحيانا تضطر لتضعها امام ابواب منازل الناس وهذه مشكلة .
بصراحة مراجعة اي دائرة بمثابة عقوبة على الانسان وحين تسأل الموظف عن سبب اختفاء الدوائر وغياب اللوحات بجيبك بابتسامة (هاي مشكلتك )!
عجيب صاحب محل لتصليح الاطارات (بنجرچي ) يملأ الجدران باسهم الدلالة لمحله واكبر الدوائر مغمضة العينين !
ـــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha