المقالات

ماذا يعني علم الدولة ؟


الشيخ محمد الربيعي||

 

العلم هو رمز الوطن و هو الراية و الشعار اللذان يُعبّران عن الوطنية و الانتماء ، و هو الخيمة التي يستظلّ بظلها اسم الوطن ، و الواحة التي تأوي إليها القلوب و الأفئدة ، فمجرد رؤية العلم يُرفرف عالياً ، يشعر المرء بأنّ وطنه بخير ، و أنّ سنداً قوياً يحمي ظهره و يُسند راية وطنه ، فالعلم يُشير إلى الدولة في جميع المحافل الدولية ، سواء في الداخل كانت أم في الخارج ، فهو الأيقونة الباقية الثابتة التي لا تتغير و لا تتبدل مهما تغير الأشخاص و مهما تعاقبت الشعوب على الوطن ، لذلك يتخذ المواطنون في مختلف دول العالم من العلم رمزاً لانتمائهم وحبهم لوطنهم ، فيتخذون منه رسوماً تزيّن بيوتهم و سياراتهم و ممتلكاتهم ، وقد يُعلقونه في صدورهم أيضاً كقلادةٍ يحملونها أينما يذهبون ، كما تُعتبر ألوان العلم أجمل الألوان وأقربها للنفس و دلالةً على أحداثٍ كثيرةٍ مرّ بها الوطن ، لهذا يقترن ذكر العلم دائماً بالرفعة و الحماسة و وجوب الحفاظ عليه مرتفعاً خفاقاً و عالياً ، فلأجل أن يظل مرفوعاً تُبذل الأرواح ، فما من شيءٍ يُشعر الإنسان بالانتماء و الولاء لوطنه أكثر من رؤية علم بلاده يرفرف ، فقيمته المعنوية عميقة جداً، لا توازيها أي مكانة.

تحتفل العديد من دول العالم بيوم العلم ، حيث تُخصص يوماً و طنياً للاحتفال براية البلاد و رفعها عالياً على أنغام أناشيد النصر و الأهازيج الوطنية ، كما تُقال فيه أجمل القصائد التي تعبر عن الحب الكبير للعلم ، لأنّ العلم يُمثل حلقة الوصل المعنوية بين المواطن و بلاده ، كما يعزز الانتماء للتراب و الإنسان و الأمكنة و القيادة و كل ما يخص الوطن ، لأنه المرآة التي تعكس الكثير من هوية الشعب، فأعلام البلدان بمختلف أسمائها ترتبط ارتباطاً و ثيقاً بتاريخ البلد ، فكل لونٍ من ألوان علم أي دولة يُمثل جزءًا مهماً من تاريخها ، و كأنه كتابٌ مسطورٌ يتحدث عن نفسه ، لذلك لا يمكن إلا أن يكون من الأشياء الثابتة التي لا يتم اختيارها عشوائياً ، و إنما بناءً على العمق التاريخي الذي يربط بين أصالة الماضي و الحاضر و آمال المستقبل ، كشجرةٍ باسقة تضرب جذورها في الأرض و تطاول عنان السماء .

محل الشاهد :

في حالة إن كنت تظن إن العلم ما هو إلا شعار يطير في الهواء فأنت مخطئ تمامًا  ، حيث تتعدى أهمية العلم كونه رمزًا يرفرف في الهواء

على مر العصور كان العلم يُمثل الهوية للحد الذي جعله مقدسًا ، تستطيع كل هيئة تحديد العلم الخاص بهم واختيار الرمز والشكل ، و بذلك نجد إن الأعلام ليست تقتصر على الدول بل كان من الممكن أن يكون للنبلاء قديمًا علمًا و شارة خاصة بهم ، و إذا لامس الأرض قل شأن البلد ، و إذا تم تنكيس الاعلام ، فهذا دليل على الحداد ، لذلك كان التعامل مع الأعلام على مر التاريخ بحذر شديد .

علم الدولة يرمز إلى الدولة ، فبمجرد رؤيته على مكان ، يتم التعرف أن هذا المكان أو تلك المنشئة ملك لهذه الدولة ، و نرى أعلام الدولة على السفن أيضًا فنعرف من خلاله من أين أتت هذه السفينة ، و بذلك نجد إن الأعلام تلعب دورًا هامة في السلامة البحرية أيضًا ليس البرية فقط .

كما ان لون علم الدولة له أهمية كبرى ، حيث يشير إلى شئ يمثل هذه الدولة ، على سبيل المثال يمكن أن يرمز اللون الأحمر إلى دم الجنود و اللون الأخضر إلى الزراعة أو التوحيد ، و تختار كل دولة رموز على العلم تمثلها ، على سبيل المثال النجوم أو النسر أو سيف .

فالعلم رمز البلاد و عنوان استقلالها و هويتها و انتمائها و سيادتها ..

العلم عندما يخفق تخفق معه القلوب و تهفوا اليه الارواح ، فالعلم و النشيد الوطني كلاهما يعبران عن خصوصية البلد .

محل الشاهد :

على الجميع احترام علم البلاد ، و لا يسمح لاي شخص مهما كان ان يبدي التجاوز على هذا الرمز و الهوية ، و في حال خلاف ذلك فعلى  الجهات الحكومية ان يكون لها الاجراء الصارم لردع و عدم السماح باي تصرف مسيء اتجاه علم البلاد و شرفه

اللهم احفظ العراق و شعبه

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك