المقالات

الارهاب والمخدرات وجهان لعملة واحدة ..!

1246 2023-08-06

قاسم الغراوي ||

 

كاتب وصحفي

 

  تحول المخدرات إلى ملف لا يقل خطورة عن الإرهاب في العراق، بفعل توفر عوامل كثيرة ساعدت لتكوين بيئة خصبة لانتشارها وتوزيعها واستهلاكها

من أبرز تلك العوامل هي :

ان العراق كان عبارة عن ممر هامشي لتجارة المخدرات، لكنه بفعل عدة عوامل تحول مؤخرا إلى أرض خصبة للترويج والتعاطي، وفي بعض الأحيان تصنيع المواد المخدرة.

وبسبب تلك الظروف كانت النتيجة خلل متراكم في الحدود ، استغله تجار المخدرات في فترة من الفترات، وباتوا يهربون المخدرات عبر منافذ غير رسمية من دولة لأخرى عبر العراق، وأحيانا يعملون بالتجارة في الداخل لكون الحكومة انشغلت بالوضع الامني لمحاربة التنظيمات المتطرفة من القاعدة وداعش .

كما ان  سهولة الحصول على الدولار داخل العراق أيضًا ساهم في نشاط تجارة المخدرات التي تحتاج إلى عملة صعبة، ودول الجوار تفتقر إلى هذه العملة الصعبة.

 اما الظروف الاستثنائية التي مر بها العراق (منذ الاحتلال الأميركي عام 2003)، وتأثير التقنيات الحديثة واباحة استخدام كافة المواقع بدون حدود ، فقد انعكست سلبا واستطاع هؤلاء اختراق المجتمع ، خاصة استغلال الشباب العاطل عن العمل، وتجنيدهم لتحقيق أرباح سهلة، بعد جر هؤلاء إلى التعاطي بكميات مجانية في بادئ الامر.

 أما السبيل لمواجهة ذلك فيتمثل في تماسك الأجهزة الأمنية وقوتها، وهذه الأجهزة عانت لفترات طويلة في محاربة الجماعات الإرهابية، كـ"القاعدة" و "داعش"؛ فاستغل ضعاف النفوس ذلك ليحولوا العراق إلى أرض خصبة لتجارة المخدرات لتدمير المجتمع والفتك بالاسرة العراقية .

 كما تتحمل الأسرة مسؤولية متابعة الأبناء ورصد سلوكهم ووضعهم الصحي.

 لابد من تغليظ العقوبة على تجار المخدرات ومروجيها ؛ ليكون العقاب على قدر الجريمة، و يجب ان تكون جريمة تجارة المخدرات من الجرائم التي يشدد فيها العقوبة ليكونوا عبرة للآخرين كما يجب متابعة الطلاب والطالبات وفحصهم بواسطة لجان مختصة بهذا الشأن ومداهمة بعض الأماكن التي يتواجد فيها الشباب والتي تحوم حولها الشبهات ، ومن الضروري تهيات فرص عمل ، وتشجيع الانشطة والممارسات الرياضية ، ونشر الوعي بخطورة المخدرات ببرامج خاصة تعدها القنوات الفضائية وتعقد الندوات لذلك .

ان الأجهزة الأمنية تعمل جاهدة على قطع الممرات التي يستخدمها هؤلاء التجار بمثل هذه العمليات النوعية في الضبط والقبض على أخطر التجار ومع هذا فإن ظاهرة دخول المخدرات وايرادها للعراق  لم تنتهي لسهولة اخفاءها ونقلها واستهلاكها ولأنها تدر اموالا طائلة وارباح كبيرة دون استهلاك  وتعب .

مطلوب متابعة ورصد الحدود بطيران مسير وتحرك دوريات لمتابعة الشريط الحدودي مع الدول المجاورة وعمل كمائن في ألاماكن التي يتم من خلالها إدخال المواد المخدرة.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك