المقالات

الدب والنعال..!

830 2023-08-10

حمزة مصطفى ||

 

هذا ليس عنوان رواية لكنه يصلح أن يكون. فكل عناصر السرد "على كولة" الإخوة نقاد الحداثة متوفرة. الدب في الطائرة حكاية مشوقة يمكن للكاتب أن يلعب على أعصاب الركاب وهم في الجو لنحو ساعتين هي الرحلة بين بغداد ودبي, والدب تحت أقدامهم مرزوما مع حقائبهم. أحداث ووقائع كثيرة يمكن أن يناور بها الراوي العليم بين مقاعد الركاب داخل الطائرة ومكان شحن الحقائب حيث يستقر الدب بإنتظار الوصول. النعال في الحارثية مرة وفي طوكيو مرة أخرى. وبين المكانين تروى وقائع مشوقة لكل منها عناصر شد وجذب تغري القارئ بالمتابعة طالما أن الأبطال مختلفون. سياسيون كبار, سفراء, فاشنستات, شخصية غامضة هي مالكة الدب تزيد من الحبكة وتجعل القارئ متلفها لمعرفة هذه الشخصية الأجاثتية الكريستية.وحتى تكتمل عناصر التشويق لابد من العودة الى حدث سابق يربط بما هو لاحق. فالخيال الروائي يتسع لكل المتناقضات المتشابهات. الحدث السابق بطله سفير أيضا يظهر في لقطة شهيرة مستقبلا بالدشداشة في أحد صالات الفنادق في نواكشوط مطربة شعبية. لماذا يستقبل سفير ضيوفه بالدشداشة وسفير آخر يستقبلهم بالنعال؟ ليس من حقك أن تسأل. الجواب الوحيد الذي عليك أن تعرفه و"تلصم" هو المحاصصة. فالمحاصصة لا الكفاءة هي التي تحدد شكل السفير وطوله وعرضه وأين يصلح سفيرا. هل يجيد لغة؟ ليس مهما. أقصد العربية وليس لغة أخرى. ليس مهما. المهم إنه "خوش ولد" وربما "إبن حمولة" ويا .. "إبن الحمولة علي أشبدلك".يجيد إرتداء الرباط؟ "شلك بهالسالفة".

ماينطبق على أبي دشداشة ينطبق على سفيرنا في طوكيو أم "أشباه الموصلات" الذي إستقبل ضيوفه بالنعال. "هسه لو شحاطة أرحم". ولأننا كنا على مدى الأيام الماضية مشغولين بواقعة النعال في الحارثية التي لاتزال إرتداداتها السياسية والمجتمعية قائمة حتى الآن فقد وجدنا من الصعوبة "تفويت" نعال السفير. وزارة الخارجية لم تدل بدلوها ولم توضح لكن هناك من أدلى بدلوه ووضح بأن الأمر يمكن أن يكون متعلقا بتقليد ياباني يقضي بخلع الأحذية عند الباب والدخول حفاة. هذا التقليد لدينا نحن أيضا لكن بحدود. مع ذلك فإن لهذا التقليد بروتوكول ايضا. ففضلا عن كون السفير إستقبل ضيوفه في منزله أو مبنى السفارة وهي أرض عراقية فهو ليس ملزما بإتباع تقليد ياباني .

ولو إفترضنا إنه أراد أن يقلد اليابانيين بلبس النعال لا بإختراع أشباه الموصلات فإنه كان يمكنه أن يبلغ المصور مراعاة ذوق الرأي العام بحيث تظهر الصورة حاجبة للنعال. أو كان بمقدوره أن يرتدي الزي العراقي , الدشداشة والعقال مع شحاطة مرتبة ويستقبل ضيوفه .. ويادار مادخلك شر. أما الدب فقصته "مشربكة".

 لم يعرف الرأي العام الذي إنشغل به لمن عائديته. وهل هو ذاهب الى دبي أم قادم الى بغداد؟ ومن المسؤول عن طريقة شحنه بالقفص بحيث تمكن من كسر قفصه الخشبي  وإرعاب الركاب؟ كل هذه الأسئلة لم يجب عليها أحد وبقيت عائمة تبحث عن إجابة في وقت تنقلت الأحداث مترابطة بنوع من الحبكة الفريدة بين موريتانيا واليابان ودبي وبغداد. والبادي .. ليس أظلم دائما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك