المقالات

العراقيون وصخرة سيزيف...؟


ا د جهاد كاظم العكيلي ||

 

        في الاساطير الأولين

 واقصد اليونانيين كانت الآله بيدها كل شيء، وهي تحكم وتسير الأمور حسب ملذاتها واهوائها، وهي اشبه بآلهة الفساد عندنا، اذ تقترب اعمالهم اشبه بالأسطورة، فان كانت آلهة اليونان حكمت على (سيزيف) بعقوبة لأذلاله وقتل ذاته بسب أخطائه، لأنه اراد ان تكون هامته عالية مثل علو هامتهم وان يحقق ذاته معبر عن حريته التي ليس لها حدود... ، فحكمت عليه الآله بعقوبة أن يدفع بصخرة ضخمة الى اعلي الجبل ، فقبل بذلك دفاعا عن كرامته وعنفوانه، فكلما كان يدحرجها الى الاعلى قريبا الى قمة الجبل ، فتنحدر الى الاسفل ..

ثم يعود بدفع الحجر دون جدوى من ذلك وهذا امرا مستحيلا، اخذ يعذب ذاته حفاظا على وجوده وكيانه كانسان له الحق ان يعيش بكرامة في حياته..، مثلما يعذب العراقيون ذاتهم، بإصرارهم بوقوف ضد الفساد والمفسدين ومطالبتهم بحياة حره كريمة.   لأنهم ادركوا مع كل الأزمنة ان قدرهم مرتبطا بصخرة (سيزيف) التي تعاقبهم بها الانظمة مثلما عاقبت آلهة الشر والمجون والفساد (سيزيف) بذلك، هذه دوامة الوجود الانساني في العراق...

اذ اصبحت حياتهم فيها من التعاسة والحرمان وهدر لحقوقهم وممتلكاتهم اشبه بثقل الصخرة على (سيزيف.).. العبث في حياتهم صار يقينا ،واضحا بسب ما فرض عليهم من قيود وسلبت رغباتهم الانسانية، تولد عنها وعيا ذاتيا يعيشه كل فرد لما يشاهده ويحيط به من قصص اشبه بالخيال ابطالها آلهة الفساد والتزوير والسطو وارتكاب المحرمات ،هذا الوعي يتجسد بالرفض التام لكل ما تمخضت سياسات المحاصصة لإنكار وجود الانسان الحر في حقه بثرواته على ارضه، والتي تذهب في جيوب عصابات ..

الفساد مما دفع الكثير من الشباب بالانتحار وانهاء وجودهم معبرين عن رفضهم لحالة العبث دون جدوى للحياة التي يعيشونها، وهذا أمر لا يتطابق مع الحياة التي منحها الله للإنسان والقيم الانسانية النبيلة ، في حين اختار الاغلب من الناس هو التمرد على هذا الوجود المفروض عليهم.. وصولا لحياتهم الحرة بكشفهم من يعبث بحياتهم واصرارهم

 الدائم في المطالبة بالاصلاح والتغير، واختيار من هو قادر على اجراء التغيرات في كل مفاصل الدولة... دون اللجوء الى ذوي القربى  والمصالح في ادارة عمل الدولة، وابعاد اهل التقوى والعمل بالمعروف والنهي عن المنكر... انهم كثر ولا زال في العراق خيرا....

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك