د ظفر التميمي ||
السلام عليكم جميعا /
تبدو القضايا السياسية المطروحة حاليا متنوعة وذات صلة بأكثر من مسألة ، وحين نبدأ باستعراض قضية ما ، فإننا وبلا شك نمر مرور الفضوليين وليس الكرام على تلك القضايا ، فأغلبها ذات أهمية كبيرة ، ولا يمكن ان نترك البحث بين سطورها للعدو المتربص بنا ليلا ونهارا ، ومن ضمن ما يلفت انتباهي هنا دائما ، هي قضية البرنامج النووي الايراني ، وكيف أستحوذ على صناع القرار في العالم اجمع ، كما طاردته المنصات السياسية ، وأمعن في دراسته اهل التخصص ، والى اللحظة التي اكتب فيها ، لم يحسم البرنامج بعد دوليا ، فما بين حق الجمهورية الاسلامية الايرانية في امتلاك طاقة نووية لاغراض سلمية والانتقال الى صف الدول النووية ، يطفو على الجانب الاخر حقد دفين ، يفسر ما تفعله إيران بانه تهديد للسلم والامن العالميين ، وربما تناست إسرائيل المتباكية على العرب والمسلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي يواصل افرادها اظهار عواطفهم نحو العرب ، بانها اي إسرائيل قوة نووية ساحقة ، لا بل انها تمتلك عددا من الرؤوس النووية التي تتفوق بها على حليفتها امريكا ، والحقيقة انني دائما ما سألت نفسي ، لماذا هذا التحشيد النووي الاسرائيلي ؟ وضد من ؟! ان كانت تعشقنا نحن العرب وتطمح الى التطبيع معنا ، فهل من المعقول ان تمتلك سلاحا نوويا وسط حلفائك ! وهل يهتم الذئب وهو يتوسط قطيعا من الخراف الدسمة !
ولكن الجمهورية الاسلامية الايرانية تختلف ، فهي ليست دولة عربية ولكنها تمثل الند الاسلامي النوعي بالضد من السعودية وهي ليست جزءا من القطيع ، فاذا كان رد الفعل الاسرائيلي هو الشئء الطبيعي على البرنامج النووي الايراني ، فان من غير الطبيعي ان نفهم حقيقة الفعل السعودي والرغبة في امتلاك مفاعل نووي ، ربما ان قوى الاستكبار العالمي قد وجدت ان مصلحتها تقوم على تعويم المسالة النووية كما يتم تعويم الجنيه المصري في اوقات الازمات ، وان من الافضل ملىء الساحة باكثر من خيار امام إسرائيل والجمهورية الاسلامية الايرانية في ذات الوقت ، فأطراف التفاوض سيحاولون جعل البرنامج النووي الايراني اقل اهمية وذلك عن طريق الدفع باكثر من دولة عربية في المنطقة مثل السعودية ومصر الى المطالبة بحقهم من تلك الطاقة ، كما ان العالم منشغل بالصراع الروسي- الاوكراني ، وبالتالي فان التطبيع العربي - الاسرائيلي يعني خلق جدار صد بالضد من الجمهورية الاسلامية الايرانية ، ولكن هذه المره بتحالف عربي - إسرائيلي ، وكأن امريكا تقول لاسرائيل ، لا تعتمدي علينا في المنطقة ، فمن سيحارب معكم ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية هم حلفائكم العرب المسلمون ، وتعد تلك وسيلة اخرى لايقاف الاختراق الايراني لدول الشمال الافريقي العربية ، كما انها ستساعد في اضعاف محور المقاومة المتمركز في منطقة بلاد الشام ، واضعاف التواجد الايراني في العراق المجبر على العودة للحضن العربي ، وهو اي العراق يمثل الحلقة الاهم في سلسلة التطبيع ، ولا ننسى انه كلما تقدم الوجود الامريكي شرقا كلما كان اقرب للعدو الحقيقي وهي الصين ، اذن بالنظر الى الموضوع برمته سنرى تبادلا للمصالح ما بين امريكا وإسرائيل يتمثل في خلق فوضى مؤقتة في المنطقة يتم من خلالها ضرب اكثر من طرف عن طريق اسرائيل وهو ما يسمح لامريكا في تغيير معادلات الوجود الداخلية والمتمثلة في حلفاء الجمهورية الاسلامية الايرانية وحتى حلفاء روسيا الاتحادية والصين ، فهل ستكتمل الخطة الاميركية ام هناك متغيرات أخرى ، هذا ما ساتناوله في مقالات اخرى قادمة بإذن الله تعالى .
دمتم بخير .
https://telegram.me/buratha