علي الشمري ||
تجنب تسمية الشخوص عند نقد حالة معينة، و لكن لا بأس أحياناً بأخذ نموذج كمصداق لبعض الانحرافات في شعائر الامام الحسين ع.
حيدر البياتي يمتلك حنجرة مميزة ، يستطيع من خلالها الانتقال بين الأطوار بشكل مُلفت... ولكن، يبدو إن الملا يُحاول هذا العام مُنافسة نفسه و ايجاد قصيدة تتفوق على " سفرة الى الله.."، خصوصاً بعد قيام أحد المطربين سرقة لحن القصيدة و جعلها لحناً لأغنية!
أقول، إن الإخلاص هو الذي جعل من "سفرة الى الله" انشودة حسينية مميزة... و الأنا و محاولة الطشة على حساب وِقار المنبر و أدبيات الشعيرة الحسينية جعل من العباس ع.." أبو ريشتين!!! ".
هذا العام بالذات... شهدنا انحراف واضح على مستوى، أرباب المنابر من المعممين "الدمج"، كذلك على مستوى كلمات القصيدة الحسينية ( غلو، اسفاف و انحدار)... و أيضاً الألحان، و كأن الرادود يرتقي المنبر حتى يوصل رسالة الى الناس " ترى آني صوتي حلو"!!.
السبب في ذلك ربما يعود لنقطين اساسية :
الاولى، الاستقرار السياسي، و الانكفاء لبعض الفواعل السياسية كتيار السيد مقتدى... جعل الجهود تتركز حول جانب واحد من القضية الحسينية و هو " الشعائر "، هذا الأمر ولد حالة من التنافس السلبي حول من يكون الأبرز في و الأكثر لفتاً للنظر بطريقة أداء الشعيرة!
الثاني، الإعلام... بالطبع إن الإعلام يعتبر أحد وسائل التبليغ الديني الهامة... لكنها تبقى وسيلة، و يجب أن يفهم الرادود و الشاعر و المبلغ الديني إن الإعلام " وسيلة ".
و لكن مع شديد الأسف نرى اليوم تحول الوسائل الى غايات، فنجد إن الرادود يهتم لعدد المشاهدات، كم عدد المصورين الحاضرين في المجلس، أجمل صورة أُلتُقِطت له، الجدل الذي يثيره بحركاته أو كلماته و ألحانه على مواقع التواصل الاجتماعي.
إن هذا الأمر، يؤكد ضرورة أن تنبري المؤسسة الدينية للتصدي الجاد للشعيرة الحسينية، و ايجاد مؤسسات معنية بتهذيبها و غلق الطريق بوجه المتكسبين و أصحاب المنافع الشخصية بهذه القضية المقدسة.
https://telegram.me/buratha