عبد الجبار الجزائري ||
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يكون مستغربا ان نقول ان العراق الحديث دولة صنعتها الضروف
للحاجة لسقوط نظام واقامة نظام
فالاولى كانت هناك الدولة العثمانية والتي
كان الانكليز قد خططوا جيدا مع حلفائهم الفرنسيين لانهاء وجودها بالمنطقة بل انهائها تماما
ولابد اذن ان تحاط تركيا الدولة الحديثةبدول غير صديقة او دول لن تتيح لها التوسع مرة اخرى
بلغاريا اليونان ارمينيا ايران
سوريا
ولكل واحد.من هذه الدول له مشكلة مع تركيا
ابتداء من الشريط الكوردي لقومية ناشئة تبحث لها عن دولة إلى لواء الاسكندرونه المسلوخ عن الشام بسكانه العرب إلى الموصل وعروبتها وكركوك وتكريدها
....اذن ضمن الجغرافيا السياسية يعد تحجيم تركيا هو هدف اول لدعم الانكليز لانشاء الدولة العراقية
الهدف الثاني
وهو المعلن اثناء الحرب العالمية الأولى وهو انشاء الكيان العربي من احد. اولاد الشريف الحسين بن علي مثله مثل إمارة شرق الاردن برئاسة الملك عبد الله الاول
ومملكة الحجاز برئاسة الشريف علي بن الحسين
واعطاءه البعد العربي لاقناع العرب وهو الحاصل ان الانكلو ساكسون هم أصدقاء وحلفاء العرب المستقبليين رغم تآمرهم واصرارهم على تهويد فلسطين وتأسيس دويلة اسرائيل وحمايتها
. اذن البعد الثاني دولة. عربية من ملوك عرب بعد أن رزحت البلدان العربية باجمعها تقريبا باستثناء اليمن إلى حكم سلالات تركية ومملوكية ذات أصول تركية او البانية او شركسية
الأمر الثالث
هو إظهار نموذج سياسي قادر على التبشير بالثقافة الغربية واعتمادها كمشروع تعليمي وثقافي والأبقاء على النفس القومي التقليدي ليكون حاجز مهم في منع إقامة اي مشروع إسلامي مستقبلي
كالدولة العثمانية او اي مشروع إسلامي يريد تخطي المشروع القومي إلى مشروع حضاري عالمي إسلامي
كما حصل بعد.تأسيس الجمهورية الإسلامية في ايران
حيث لازال المد القومي المصطنع يقف ضد هذه الثورةاثناء الثورة ومابعدها كمشروع مقابل
الهدف الرابع
هو ان العراق والدول التي تم تاسيسيها في فترة مابعد الحرب العالمية كانت طوق نجاة مهم للكيان الاسرائيلي بطريقة وباخرى والتاريخ شاهد على الاتفاقات التي اقرت مع زعماء هذه الدول كشرط من شروط التاسيس الأول
مثل المراسلات والاتفاقات مع ملك فيصل الأول وعبد الله الأول.والملك عبد العزيز آل سعود
لذا أخذنا بنظر الاعتبار ان مصر كانت تحت للوصاية البريطانية في ذلك التاريخ وبملك من أصول البانية خاضع للتاج البريطاني
...الأمر الخامس
ان حجم توريد الاسلحة البرطانية والاتفاقات الخاصة باستثمار الثروات النفطية وغيرها وقناة السويس وجعل هذه البلدان سوق استهلاكية لما تنتجه اوربا الغربية وامريكا والعراق كان في اول القائمة في خانة الاستثمار العسكري والاقتصادي
هذا مااريد اختصاره وانا اتناول التاسيس الاول
اما يمكن ان نشير اليه في موضوع التاسيس الثاني
وهو الجمهورية الخامسة في زمن بريمر
فهذا الموضوع هو اصل مانعانيه ونشهده حاليا
فالتحالف الانكلو سكسوني
يبدو متفق على ضرورة احتواء العراق جغرافيا وسياسيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا. ليكون قاعدة مهمة له في الشرق الاوسط من ناحية احتواء ايران وتركياوسوريا والمشاركة الفاعلة في تقوية المشروع القومي الكوردي الذي يمثل القنبلة التي ستنفجر في وجه المنطقة في اي وقت واضعاف اي قوى وطنية ناشئة والبحث عن النموذج السياسي المقبول والقدوة لأنظمة المنطقة
او على الاقل ان يتم تحجيم الدور السياسي للعراق ليصبح اقل تأثيرا في المنطقة لمستوى اقل من دولة الكويت اذا اعتبرناها معيار لصغر الدولة وتاثيرها السياسي
وكذلك توجيه البوصلة او ترميم البوصلة المتجهة فعلا تجاه عداء الجمهورية الإسلامية بسبب مفاعيل الفترة البعثية وما سبقها من بعد طائفي وقومي اشرنا له في مرحلة التاسيس الاولى
فلابد اذن من فهم
ماذا يراد ان يفعله العراق اذا اصبح قويا وماذا يراد منه اذا اصبح ضعيفا
ان العراق يدخل في حالة للتذويب الثقافي والسياسي والتاريخي
ليصبح بلدا مزعجا تارة لدول وتنظيمات سياسية معينه
وحليفا لغيرها
وفي كلا الحالتين بين الازعاج والتحالف هناك مبررات لبقاء،القوات الأجنبية وتخويف البعض وإسناد البعض الاخر
...واود ان اشير في وانا اتناول هذا الموضوع ان.دخول ايران على خط قتال التنظيمات التكفيرية واضعافها هو ليس فخا نصبته ايران لنفسها
بل لاعتقادها ان اصل الموضوع هو تجييش شعوب المنطقة تجاه العداء لايران تحت غطاء القومية والطائفية
وان البعص من العراقيين المستنجدين بايران كانوا يخوضون حربهم المقدسة وهم غير مقتنعين انهم اصبحوا حلفاء لايران وبامكانهم مساعدتها اذا تم التعدي عليها كما فعلت هي
بإستثناء محور مقاوم راغب في ذلك
تحت توجه عقائدي.. وان العمل الدعائي ضد ايران هوبسبب حملات التشويه وثنائية أهداف التاسيس الاول على أيدي الانكليز
...الخلاصة
ان محاولات تذويب الشعب العراقي
وخصوصا شيعة العراق الذين كانو بين عصر التاسيس عام ١٩٢١ وحتى
عام ٢٠٠٣ وتأسيس الجمهورية الخامسة
لم يكونوا ذوي تأثير في مجرى الاحداث في ضل حكومات قومية وطائفية تتهم الشيعة بعروبتهم تارة وبوطنيتهم تارة اخرى وحتى بدينهم
لذا فإن محاولات ترويض الشيعة واعادتهم إلى سبب التاسيس الاول والثاني
قائمة على قدم وساق ضمن أهداف مستقبلية تأخذ من التاريخ الحديث للعراق نموذج للتعامل مع الشيعة احيانا واحيانا بسبب مفاعيل العداء الغربي المستكم للنظام الاسلامي في ايران
وما نراه من قلق وتوتر على مستوى الساحة السياسية ناتج عن هشاشة النظام السياسي الذي يراد له ان ينحرف إلى ماقبل الديمقراطية والانفتاح السياسي النسبي بعد عام ٢٠٠٣واعادته لأسباب التاسيس الاولى والإصرار على
تحويل القوى السياسية إلى قوى ثيوقراطية يقوم قادتها بالتحكم بمجريات الاحداث والتفاوض بالنيابة في ضل خلق الزعامات وتطويرها بمايضمن خلق النموذج المتوفر في الخليج والشرق الاوسط عموما
والتحكم في اقتصاده وثرواته وفي الوظائف العامة ضمن منظومة محسوبة العدد والنسبة والتاثير
البعض متخوف من استدراج بعض القوى السياسية لخانة تنفيذ المخططات والتحاصص وحجز مقاعد الدرجة الأولى والثانية
في القطار السياسي المتعثر او إعطاء الالتزامات وتقديم التنازلات على حساب قيم اساسية كانت الأصل في الوعي الحركي السياسي للقوى الوطنية والاسلامية
وخصوصا اذا رأينا اختفاءالتقييم العقائدي والفكري لمن هم داخل المنظومة القريبة من الحكم
واستبدال وجوه تاريخية باشخاص ليس لديهم ثوابت يعتقدها منظروا وجمهور الحركات الإسلامية والوطنية التي بدئت مشروع التشكل السياسي الديمقراطي
https://telegram.me/buratha