قاسم سلمان العبودي ||
هناك تراجع كبير للولايات المتحدة الامريكية على مستوى العالم باسره . هذا التراجع أفقد الامريكي دقة القرار السياسي بسبب الأزمات المتلاحقة في العالم وخصوصا الحرب الروسية وأحداث القارة السمراء ، فضلاً عن تنامي قوة المحور المقاوم ، وصعود القوى العالمية الأخرى مثل الصين و أيران . لذلك لجئت الى تسليح المجاميع الارهابية في سوريا لضرب التواجد الروسي ، ولتهديد الامن العراقي في وقت واحد حتى لا تغيب عن الأحداث الكبرى والتحولات الدولية .
أن غياب الرؤيا السياسية في العراق بسبب أندكاك السياسي العراقي في عملية الصراع السياسي لإظهار ( بطولاته ) السياسية أمام غرمائه من السياسيين الآخرين كانت سبباً لضعف وهوان العراق من المطالبة بحقوقه ، وعدم قدرته على أتخاذ القرارات الدولية والاقليمية الجريئة التي تصب في صالح الدولة . أن التكالب على السلطة هو من أنسى بعض السياسيين حجم العراق وما يمكن أن يلعبه في منطقة الشرق الاوسط وغرب آسيا . الخضوع للأملاءات الامريكية وعدم لجم السفيرة الامريكية أذهب بهيبة السلطة وأركانها ، وبالتالي اضعف العراق كثيراً رغم الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها العراق للمناورة الدولية . نرى تفعيل قرار البرلمان السابق بخروج القوات الاجنبية والاميركية هو المفتاح لحل جميع أزمات العراق و عودته الى لعب دور محوري في ما يحدث في العالم .
تبديل وزير الخارجية الحالي أصبح ضرورة قصوى كونه لا يستطيع إدارة المفصل الخارجي بمهنية عالية ، وعدم أعطاء هذه الوزارة المهمة لغير الكفوء والمهني ، وقبلها الوطني . أن أتخاذ القرارات المهمة والجريئة بحاجة ماسة لرجل يستشعر الهم الوطني و في نفس الوقت قادر على أن يضع سياسات تحفظ هيبة الدولة وتحسن مسار العلاقات الدولية للعراق .
القوى السياسية هي الأخرى مطالبة بأعادة النظر في سلوكها السياسي والخروج من العباءة الامريكية ، لإن تلك العباءة البالية هي أوهن من بيت العنكبوت . تحرير القرار السياسي ( وخصوصاً للفصائل المسلحة ) ، والنظر الى مصلحة العراق كفيل بتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والخدمي . أذن المسؤولية مشتركة بين الجميع من أجل النأي بالعراق من المطبات الامريكية التي لا تريد للعراق وللمنطقة إي خير . أن القرارين الكبيرين بكسر الحصار عن سوريا ( قانون قيصر السيء ) ، وكسر الحصار الظالم المفروض على الجمهورية الاسلامية بحاجة الى دعم سياسي من جميع القوى السياسية العراقية حتى نرى عراقاً كبيراً قادر على صناعة القرارات الدولية التي تلامس مصلحته الوطنية العليا .
https://telegram.me/buratha