المقالات

العراق .. الأرض القلقة!..


ا.د.جهاد كاظم العكيلي ||

 

ربما يكون إختيار مصطلح (الأرص القلقة) عنوانا لمقالنا هذا غريبا نوعا ما، وربما يكون خارج مفهوم الجيولوجيين المُهتمين بطبيعة الأرض وتركيبتها الجغرافية،   لكن الوضع السياسي والأمني القائم حاليا يطغي أحيانا على البقعة الجغرافية ويسلبها حالة الإستقرار الدائم، وهو ما ينعكس سلبا على طبيعة الحياة السائدة في العراق وإستمرارية العيش فيها بسلام ..

ومعلوم أن بقعة العراق الجغرافية كأرض تشكل أهمية إستراتيجية وإقتصادية على الصعيدين المحلي والدولي، وعلى ضوء المعطيات الجديدة المطروحة على الواقع الدولي تحول العراق إلى تجاذبات السياسة الأمريكية ــ البريطانية يُقابلها الجيران الإيراني والتركي والكويتي، غير أن السياسة التركية والكويتية لا توجد لديهما تقاطعات مع الجانب الأمريكي فيما يخص العراق، بل أن امريكا تغض الطرف عن تدخلات تركيا والكويت في العراق وإستفزاز الشعب العراقي بقصة المياه والحدود وتجاوزهما المستمر عليه ..

وبالمُقابل فإن الجانب الإيراني يُشكل مصدرا كبيرا لتهديد امريكا وبريطانيا في العراق، وذلك بحكم التداخل في العلاقات العراقية ــ الإيرانية على مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية، ما حوَّل ارض العراق لأن تكون قلقلة وفقا لتصورات السياسة الخارجية الخاصة بمصالح الدول في العراق، وقد إنعكس هذا الأمر بشكل سلبي على واقع السياسة العراقيه الداخلية لعقدين من الزمن من دون أن نجد معالم واضحة وخطط مبرمجة للنهوص بالعراق ..

إن الحالة العراقية القلقة هذه ساعدت على زيادة إهتمام الدول للتدخل في بالشأن العراقي، وكانت تعمل ولا تزال على أن يظل الشأن العراقي المتعلق بأرضه ومياهه وثرواته الإقتصادية يسوده حالة عدم الإستقرار، وذلك من اجل ضمان هذه الدول وجودها المستمر لفرض وصاياها على العراق والعراقيين ..

وبهذه السياسات تم حرمان الشعب العراقي من كل الخيارات التي تضمن له حياة حرة كريمة، وأضعفت من قدراته الأساسية التي تساعده في بناء ركائز البلد الإقتصادية والعمرانية ما ولدت ظهور نزعات داخلية عند البعض للإمعان في الفساد السياسي والإداري والإقتصادي، بل إندفع البعض بممارسة السياسية الجهوية بالميل تجاه منطقته من دون العمل ضمن منظور العراق جغرافية ذات ارض واحدة وكيان مستقل بحد بذاته ..

بمعنى أدق وهو ظهور النزاعات الفردية لدى بعض السياسين  للهيمنة والتفرد بهذه الأرض القلقة يتطلب من المعنين بالحكومة كبح جماح هذا النوع من التوجهات لكي لا تتمكن الدول الخارجة عن العراق ببسط نفوذها بشكل كامل، ليصبح العراق مناطق متفرقة يتربع عليها اشخاص تحكمهم النزعات الشخصية في الهيمنة وتفرقة شعب العراق ..

 

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك