حليمة الساعدي.
لطالما كان شعب العراق يسيرُ في وادي وحكومتة في وادي آخر.
لم تكن الحكومات التي تعاقبت عليه بعد ٧هن ٢٠٠٣ وليومنا هذا حكومات شعبية وطنية وانما هي ادوات و أذرع مهمتها تنفيذ اجندات الاحزاب التي تنتمي اليها واجندات خارجية تحفظ المصالح الامريكية ومصلحة اسرائيل ودول اوربا والخليج العربي وتركيا.
دليل ذلك ان كل حكومة جديدة تلعن اختها التي سبقتها وتأخذ بتسقيطها وفضحها وتلغي جميع قراراتها وتفتح ملفاتها وتشتغل بفضح الفساد دون ان تضع حلولا او برامج تنموية لمنع الفساد او تكراره.
فمنذ متى والملف المائي بيننا وبين تركيا ينذر بالخطر؟ هل تقدمت اي من الحكومات السابقة بوضع خطة استراتيجية تحمي العراق من التصحر؟ جميع الخبراء حذروا من هذه الكارثة البيئية لكن حكوماتنا الموقرة السابقات والحالية تضع في اذن طين وفي الاخرى عجين. وكأنها تعتمد على كرم السماء وما تجود به غيوم الشتاء القادم.
لمست حكومة تركيا هذا الضعف الواضح في الحكومات العراقية فأخذت تصول وتجول تارة تقصف وتقتل شعبنا في عقر دارهم وتارة تعطش بلدنا وتقتل زرعنا وضرعنا وتجفف اهوارنا، وحكوماتنا لم تنبس ببنت شفه، رغم ان لديها اوراق ضغط كثيرة تستطيع من خلالها الضغط على حكومة اردوگان.
لكن يبدو ان ليس لديها رغبة، فهي تعاني من ضعف في الدبلوماسية، وضعف في المفاوضين، وتعاني من عمالة الشركاء والمنبطحين الذين بقائهم مرهون بدعم تركيا واطماعها و تمرير مشاريعها المشبوهة في المنطقة.
ولن ننسى بأن تركيا كانت احدى اوسع البوابات لدخول داعش للعراق وكانت ملاذا آمناً لأمرائهم ومعالجة جرحاهم واحتواء عوائلهم، ومن بنوكها يأتيهم المدد وهذه الورقه لوحدها تجعل العراق يقاضي تركيا ويجرمها ويطالبها بتعويضات كما فعلت الكويت مع العراق.
ناهيك عن قصفها اليومي للقرى العراقية وقتل اهلها بدم بارد دون اي محاسبة مع ان من حق العراق معاقبتها عبر مجلس الامن الدولي.
ان الشواهد التاريخية كلها تشير الى بوادر حرب عالمية ثالثة والعالم منقسم الى معسكرين وكل دولة من دول الجوار اتخذت قرارها بأي الفريقين تلتحق.
اما العراق فحكومته تحابي وتناغم امريكا ومعسكرها والشعب مشتت فكل فصيل له حليف فجماعة الحلبوسي والخجر اتخذوا تركيا عمقهم الآمن وبعض الفصائل السنية منقادين بكل فخر للسعودية ودول الخليج والاكراد معروفة وجهتهم فهم لم يخجلوا يوما من تحالفهم مع الامريكي والاوربي ولم ينكروا تطبيعهم مع اسرائيل رغم انهَ جزء من الدولة العراقية.
وبقي جماعة السواد الاعظم والاكثرية المطلقة من الشعب العراقي، (شيعة العراق) فمنهم من يؤمن بضرورة الالتحاق بالمعسكر الروسي الذي يضم ايران وحلفاءها وبحسب المثل القائل ( صديق صديقي صديقي) لانه يعتبر ايران عمقه المذهبي والعقدي . ومنهم من يعتبر ان ايران عدوتهم وسبب تعاستهم وان من يتعامل معها كحليف فهو
( ذيل) ولا يحمل من الوطنية شيء واصحاب هذا الرأي هم البعثلوگية والتشارنه وهؤلاء ابناء السفارات و حلفاء دول الخليج واسرائيل فهم اناس بلا مبادئ وبلا وطنية يريدون ان تشيع الفاحشة والمجون والفسوق بين الناس، وهم مستعدون لبيع اي شيء مقابل الدولار.
ولكنهم و رغم قلّتهم فهم خطر على الدولة العراقية، لأن السفيرة الامريكية فرضتهم على الحكومة فرض، ومكنتهم من جميع مفاصل الدولة لأنها تعتبرهم اذرع امريكية داخل الحكومة العراقية. ولذا نجد ان في الآونة الاخير اصبحنا نرى ونسمع بقرارات وقوانين مخالفة للدين والشريعة قد تم تمريرها وفرضت علينا فرضا بسبب وجود هذه الاذرع القذرة.
ان كثرة الانبطاح والمرونه الغير مبررة من الحكومات التي عزلت نفسها بعازل زجاجي عن الشعب وطموحاته وحجبت عن مسامعها اصواته المطالبة بأسترداد الحقوق جرأت الدول بالتصريح وبصوت عالٍ بضرورة حل الحشد الشعبي ومنع الاحزاب التي لديها فصائل مسلحة من ممارسة حقها الانتخابي ودخول الساحة السياسية وهي نفسها رأت الكويت على محاصرة ميناء الفاو وتعطيله وجعله تحت الوصاية الكويتية وهي نفسها التي جعلت اموال العراق ووارداته النفطية في تصرف الخزانة الامريكية وهي نفسها التي فرطت بكثير من الاراضي العراقية ووهبتها للجوار مقابل حقائب مملوئة بالساحر الاخضر (الدولار) وهي نفسها اليوم التي تجعل العراق في عزلة دولية لأنها ابقته بلا استراتيجيات اقتصادية وبلا قرار سياسي موحد رغم تسارع الاحداث الاقليمية التي تحيط به والتي دون ادنى شك ستنعكس عليه .
العراق اليوم يتيم بين الضرائر، لا احد يشفق عليه،، حقوقه منهوبة والكل يطمع بخيراته والكل يتمنى به شراً. والسبب فقدان الوطنية والشعور بالمواطنة، وانتشار ظاهرة العمالة والانبطاح بين كثير من سياسيي العراق.
https://telegram.me/buratha