رسول حسن نجم ||
مازلنا نرى المرتزقة من النفعيين وأصحاب المصالح الضيقة وممن يُشترى ويُباع في سوق النخاسة، لاسيما عشاق الذل والعبودية وممن يحنّون إلى الزمن الجميل الصدامي العفلقي، أولئك الذين مازلنا نراهم في الأسواق والكيّات والدوائر وفي الكثير من الصحف ووكالات الأنباء والفضائيات، بمسمياتهم تارةً وبحداثوية تارةً أخرى، ومازلنا نشُم منهم تلك الرائحة النتنة التي تُظهر العداء للأغلبية العراقية ومرجعيتها الشريفة ومتطوعي فتوى الجهاد المقدس.
مازال هؤلاء يقرعون طبول الفرح والإبتهاج للحملة الإعلامية الأمريكية المُطبلة للحرب الشرق أوسطية المصحوبة بتحركات عسكرية، ودبلوماسية للبعض من المطبعين، المُعدّة للإستهلاك الداخلي للولايات المتحدة قُبيل الإنتخابات الرئاسية، وكذلك للمزيد من الإبتزاز للدول التي بدأت بالتسلل من النَير الأمريكي والتي مازالت خائفة ومترقّبة للرد كيف يكون.
يذهب أغلب الكُتاب والمحللين السياسيين إلى عدم مصداقية هذه الحملة، والأجواء التي أُطلقت فيها تشير إلى أن الولايات المتحدة لايمكنها تجميد الجبهة الأوكرانية مع الروس، والملفات الأيرانية والصينية مرتفعة الحرارة، كما أن إطلاق المستحقات الأيرانية المجمدة في كوريا والعراق وقطر لايمكن لها أن تجعل من إيران بأن تكون دولة حيادية في حال لو نشبت مثل هذه الحرب المزعومة التي من أولوياتها غلق الحدود العراقية-السورية وبالتالي فصل إيران عن قواتها في سوريا...
من عجائب ماأفرزته هذه الحملة الأمريكية في العراق، هو تطلع بعض المحسوبين على وطننا الجريح ومنهم من ينتمي الى الأغلبية المظلومة! إلى الولايات المتحدة بأنها ستقوم بالتغيير ثانيةً، ولكن هذه المرة مع الحالمين بعودة البعث الظالم، مع عدم وضعهم بالحسبان المعادلة السياسية والجغرافية قبل ٢٠٠٣ من المعارضة العراقية وقياداتها في الداخل والخارج والتي أصبح بيدها اليوم زمام القرار العراقي، الأمر الذي يفقده مثيري الفتنة والحالمين بعودة البعث المحظور دستورياً.
ملاحظة واحتمال وإن كان ضئيلاً: هناك نقطة مهمة يجب عدم تجاوزها والمرور فوقها، وهي ان الولايات المتحدة استدرجت المقبور صدام بحربه مع الكويت بضوء أخضر كاذب، لتنفيذ مخططها الكبير في تواجدها في المنطقة العربية وبالذات منطقة الخليج بشكل مكثف، مما أعطاها فرصة ذهبية لم تكن تحلم بها، ولكن بعد ٢٠٠٣ إصدمت بصخرة المرجعية العليا وبابها العصي على الإختراق، مما دعاها إلى إعادة حساباتها فيما يتعلق بالعراق الذي مايزال في المختبر الأمريكي وتحت المجهر.
https://telegram.me/buratha