رياض سعد ||
لم ولن ينسى العراقيون الاصلاء ؛ الاقصاء والتهميش والاضطهاد والابعاد والافقار والتعذيب والتجهيل والتصفيات الجسدية والحروب العبثية والاعتقالات والاغتيالات الاعتباطية ... ؛ والتي تعرضت لها الاغلبية العراقية وطوال 83 عاما , على يد بريطانيا وعملاءها ومرتزقتها وكلابها من الغرباء والدخلاء وابناء الفئة الهجينة وشذاذ وشراذم الطائفة السنية الكريمة .
ولم تكتف بريطانيا بهذه الجرائم والموبقات ؛ بل سمحت لعملائها بالتنازل عن الاراضي والمياه العراقية الشاسعة لدول الجوار , وشجعت بعض دول الجوار على التمادي والاعتداء على الاراضي والثروات العراقية .
حتى ان ابواب لندن كانت ولا زالت مفتوحة امام مرتزقة العهد الملكي ومفتوحة لعوائلهم , وكذلك رجالات العهد الجمهوري من الغرباء والدخلاء والطائفيين , بل انها استقبلت البعثيين والصداميين والارهابيين ؛ بينما كانت ابوابها مؤصدة بوجه العراقيين الاصلاء والوطنيين النبلاء ,نعم قد تفتح الباب للعراقي الاصيل ولكن بشروطها التعجيزية والمذلة ... ؛ فقد دربت بريطانيا بعض الشخصيات والعوائل الدينية المنكوسة وغيرها ممن هم محسوبون على الاغلبية العراقية , وكان دور هؤلاء سلبي تجاه القضايا المصيرية للأغلبية العراقية .
كان العراقيون الاصلاء هدفا لاضطهاد حكومات العهدين الملكي والجمهوري طوال ثمانية عقود طويلة ومليئة بالمجاعات والازمات والحروب والمعتقلات والامراض والانتكاسات والفوضى والحصار والاختناقات ... ؛ وبأشراف مباشر من الانكليز الخبثاء ومن بعد بالتعاون مع الامريكان .
فالتآمر البريطاني ضد العراق والاغلبية والامة العراقية قديمة وليس بالأمر الجديد , ولكن هذه المرة يتم استهدافهم كجزأ من حملة سياسية منكوسة أكبر ، و أعلى طموحا واشد خبثا وفتكا و أكثر استراتيجية ... ؛ بل تناهى الى سمعي ان بريطانيا تهدف من خلال عدة اجراءات سياسية الى اعادة سيطرتها الاستعمارية القديمة على بعض مناطق ودول الشرق الاوسط ولعل من اهمها العراق .
وبعد عقود الظلام الطويلة جاءت جحافل الامريكان لتزيح العميل المدلل وتنهي ملف حكومات الفئة الهجينة البريطانية الصنع والرعاية ؛ ونقل نبيل شعث وزير الإعلام الفلسطيني : "قال لنا الرئيس بوش : أتحرك بموجب رسالة من الرب... قال لي الرب "جورج ضع حدا للتسلط في العراق.. وهذا ما فعلته"... ؛ وبغض النظر عن صحة القول من عدمه ؛ الا انه ترجم معاناة ملايين العراقيين وذكر الناس والعالم ب الامهم وعذاباتهم وشجونهم ؛ نعم قد تضرع العراقيون الى الله وطلبوا منه وطوال عقود دموية طويلة بأن يخلصهم من الطغمة البعثية وشذاذ ومجرمي الفئة الهجينة وتم لهم ذلك ؛ وجاء بوش وانهى لعبة البعث في العراق واسدل الستار على المسرحية السياسية الصدامية البائسة .
وبعد ان تنفس العراقيون الاصلاء الصعداء وعاشوا اجواء الديمقراطية والحرية والتداول السلمي للسلطة , جن جنون بريطانيا الخبيثة وعارضت امريكا سرا وجهارا , حتى ان القوات البريطانية كانت تكلم العراقيين بأن الامريكان سوف يفشلون في العراق ويروجون لذلك باستمرار , بل انهم خططوا لإحداث البلابل والقلاقل في البلاد , وشاركوا بأنفسهم وعن طريق عملاءهم ومرتزقتهم بارتكاب العديد من الجرائم الدموية والعمليات الارهابية لزرع الطائفية والتحضير للحروب الاهلية في العراق .
وبعد ان استلم البريطانيون الملف الاعلامي والثقافي العراقي من الامريكان ؛ بالإضافة الى سيطرتهم القديمة على المؤسسة الدينية المنكوسة ورعاية بعض رجال الدين المنكوسين والمشبوهين ... ؛ سعت بريطانيا جاهدة في إحكام سيطرتها المطلقة على كافة وسائل الإعلام في العراق ؛ ومن ثم عمل الاعلام العراقي البريطاني على توجيه الرأي الشعبي العام ؛ فقربوا ما يريدوه وابعدوا ما لا يرغبوا به ... , وشوهوا الحقائق وقلبوا الوقائع ؛ فحولوا المعروف منكرا والمنكر معروفا والعمالة وطنية والوطنية خيانة , والخير شرا والشر خيرا ؛ وقلبوا الشيء الى نقضيه والامر الى ضده , بل وتصوير ما ليس له وجود واقعي على انه واقع ملموس لا مفر منه ...!!
لقد مارست بريطانيا و لا زالت تمارس الكذب بشكل يشبه إلى حد بعيد شغفاً متوارثا ونهجا مستمرا ، وهي لا تولي اهتماما كبيرا للرأي العام الداخلي الذي يعيش حالة من القشرية والسطحية ومن السذاجة السياسية بقدر ما يؤرقها تشبع الجماهير العراقية بالفكر السياسي والوعي والحس الوطني وإدراكها الكبير لماهية الأمور في الوطن , التي تحاول تغيير أفكارها باستمرار عبر اعلامها الكاذب والمضلل... ؛ ومن الادلة الدامغة على ما ذهبنا اليه سيطرتهم على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ؛ للعمل على تبرئة عملاءهم الاقزام في العهد الملكي , وتبييض صفحة الحكام الطائفيين والعنصريين السوداء , والاشادة بمجرمي حزب البعث وجلادي الطغمة الصدامية , والتغني بجرائم صدام بل تحويل مثالبه الى مناقب وجرائمه الى انجازات ؛ وفي الوقت نفسه شن الحملات الاعلامية الشعواء لتشويه سمعة الاغلبية العراقية ورجالاتها ورموزها محليا وعربيا وعالميا ... .
بلا خجل ولا حياء عمل الانكليز على الدفاع عن المجرمين والجلادين والارهابيين ... ؛ فعلى الرغم من معرفة اغلب العراقيين بحقيقة جرائم صدام والبعث والطائفيين الذين حكموا بلاد الرافدين بالحديد والنار، وبالبطش والإرهاب، واخضعوها عن طريق الأجهزة الأمنية القمعية ، و التجسس على الناس، وإيقاع الرعب والإرهاب في نفوسهم، ثم بالبطش بهم , فالويل كل الويل لمن تسوّل له نفسه ذات مرة أن يتكلم على صدام او زبانيته ، أو أن يذكره بغير الحمد والاشادة والشكر على جرائمه وموبقاته وانتهاكاته المستمرة بحق حقوق الانسان ... ؛ يعمل البريطانيون من خلال جيوشهم الالكترونية ومواقعهم الاعلامية ومحطاتهم وقنواتهم الفضائية على تكذيب هذه الحقائق وتزييفها , بل والعمل المتواصل على عرض هزائم صدام على انها انتصارات وخسائره وازماته واخطاءه على انها انجازات ... ؛ وها هو موقع الفيس بوك , وموقع التيك توك , وموقع التلي غرام , وغيرها ؛ يمجد بأولئك المجرمين الجلادين والعملاء الفاسدين والحكام الظالمين ليلا ونهارا ... ؛ لو كان للنفاق والدجل والكذب والتزييف جائزة لاستحقها البريطانيين واخذوها عن جدارة .
نعم بريطانيا غير راضية عن ذهاب ايام الجوع والحرمان عن اغلبية الشعب العراقي ومكونات الامة العراقية ؛ ومستاءة من تخصيص 75% من الميزانية العراقية السنوية ك رواتب للعراقيين من الموظفين والمتقاعدين وغيرهما ؛ انها تريد ارجاع عقارب الساعة الى الوراء حيث توزع تلك الاموال على الدول الاجنبية والاجندات الاستعمارية والمسرحيات السياسية , تريد افقار الاغلبية مع اعطاء فتات الموائد للأقلية المنكوسة .
أما آن الأوان يا بريطانيا كي تراجعي حساباتك السياسية الخبيثة , وتنزعي عنك رداء الخبث والمكر , وتنصفي ابناء الاغلبية العراقية الاصيلة وتفعلي معهم كما فعلت مع سكان الكويت وسلطنة عمان وغيرهما , وتعاملي العراقيين الاصلاء بالتي هي احسن ؛ وتجلسي معهم على طاولة المفاوضات العادلة , وترحمي صغيرهم ومريضهم ونساءهم وشبابهم وشيوخهم وكهولهم ولو من باب حقوق الانسان والانسانية كما تتدعون , الم تكتفي يا بريطانيا من سلب ونهب الثروات العراقية واراقة دماء العراقيين وارباك حياتهم ؛ اما ان الاوان يا بريطانيا لتغيير سياستك الخبيثة وسيرتك الاجرامية بحق الاغلبية العراقية الاصيلة , ومعاملة العراقيين الاصلاء بما يستحقون من الاكرام والتقدير والاحترام ...؟؟؟
https://telegram.me/buratha