غدير التميمي ||
أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) يتطور بشكل سريع واصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما أدى إلى تغيير طريقة عملنا والتواصل والتفاعل مع العالم من حولنا، أدت المنافسة بين عمالقة التكنولوجيا الكبرى إلى تقدم سريع جدا لا يمكن لأحد أن يتخيله.
جيفري هينتون رائد الذكاء الاصطناعي وبعد 10 سنوات في خدمة غوغل استقال من العملاق الأميركي، موضحا أنه غادر للتحدث بحرية عن الذكاء الاصطناعي التوليدي وعن المخاطر الأساسية للذكاء الاصطناعي.
و وفقا لـ هينتون فقد تجاوزت السرعة التي يحدث بها التقدم توقعات العلماء ومن وجهة نظره الاقتصادية فانه يخشى من أن هذه التكنولوجيا يمكن لها تعطيل سوق العمل بشكل كبير بسبب الاستغناء عن الايادي العاملة البشرية.
التهديد اليوم لم يقتصر على الاستغناء عن قدرات البشر فحسب بل اصبح اعمق واسوء من كونه يعد تطورا حيث اساء البعض لاستخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض شريرة واستخدام صور أو مقاطع فيديو أو صوت أو نصوص مزيفة (التزييف العميق)، مما يؤدي إلى انتشار المعلومات المضللة على نطاقات ضخمة عبر الإنترنت وهذا يمكن أن يقوض سلامة المعلومات.
كما ان احدى السيناريوهات المرعبة، قد يدفع ظهور التزييف العميق لصناع القرار في مجال الأمن القومي في يوم من الأيام مما يؤدي لاتخاذ إجراءات فعلية بناء على معلومات خاطئة تؤدي إلى أزمة كبيرة أو أسوأ من ذلك.
واليوم ظهرت بوتات على تطبيق التلكرام، يزيل الملابس من الصور الاصلية للاشخاص وهذه ثورة في عالم التصوير وتحرير الصور، حيث يمكن للأفراد إزالة الملابس من الصور بشكل سهل وفعال ولكنه ليس الجسم الفعلي انما يقوم الذكاء الاصطناعي بتركيب الوجه على صورة جسد يظهره وكانه جسده الحقيقي، فقد تم تدريب النموذج بشكل شامل لتحليل الصور بغض النظر عن اللغة.
هذا البوت خطر جدا داخل العراق كونه مجتمع اسلامي وشرقي تحكمه الاعراف والتقاليد العشائرية لا يقبل مثل تلك الامور وهناك فئات شعبية لا تعلم اين وصلت التكنلوجيا اليوم ، مما يؤدي الى انتشار جرائم الشرف بصدى واسع في حال تم استغلال صور احدى الفتيات وادخالها في البوت لإظهارها بدون ثياب من بعض ضعفاء النفوس.
كل ما سبق ذكره هي مؤامرة لتدمير النسيج الاجتماعي والاسلامي على وجه الخصوص بالدول العربية من قبل الغرب وخصوصا بعد ان أعلن البيت الأبيض عن استثمار بقيمة 140 مليون دولار من مؤسسة العلوم الوطنية لإطلاق سبعة معاهد بحثية جديدة للذكاء الاصطناعي، وقد سبق ان شدد العلماء على الخطورة التي يخلفها هذا الامر كونها تسيطر على مخيلة الجمهور بشكل واسع .
علينا جميعا كمجتمع اسلامي رفض التقنيات التكنلوجيا الخاطئة والخطرة التي تسبب بانحراف المجتمع وانتشار الجريمة فلابد لأجهزة الامن الالتفات لمثل هكذا امور ومنع انتشارها واغلاق هذه البوتات قبل وقوع الواقعة.
https://telegram.me/buratha